كوثر الهلول .. تقتحم مجال التمديدات الكهربائية





كنت أخاف من لمس أي جزء كهربائي في منزلي، لأن علاقة المرأة بالكهرباء مبنية على الخوف، والتردد من التعامل معها هكذا قالت العاملة في مجال التمديدات الكهربائية في محافظة الطفيلة، كوثر الهلول.

الهلول، وفي حديث لـ $، أوضحت أنها بدأت العمل في مجال تمديد الشبكات الكهربائية للمنازل والمنشآت الصناعية والتجارية قبل بضعة أعوام، عندما تعطل لديها وصلة كهرباء في المنزل في حين كان زوجها خارج المحافظة، ولم تستطع حينها الاقتراب منها، إلا بعد محاولات عديدة امتزجت جميعها بالخوف والرهبة.

وأضافت، إنها وبعد جميع تلك المحاولات نجحت في تركيب الوصلة الكهربائية بالتواصل مباشرة عبر الهاتف مع زوجها الذي كان يعمل هو أيضا في مجال التمديدات، لتصبح هذه الصدفة تحديا لها لدخول هذا المجال والتميز فيه.

وأوضحت أنها خضعت لاحقا لدورة تدريبية في معهد التدريب المهني في الطفيلة للحصول على مزاولة مهنة في مجال التمديدات الكهربائية وحصلت عليها بامتياز لتبدأ العمل في محافظة الطفيلة تدريجيا.

واكدت أن المجتمع لم يتقبل عملها في بادئ الأمر، لأنه يعتبرها وظيفة غريبة على المرأة، بيد أنها ومع مرور الأيام لاحظت إقبالا جيدا من مختلف الفعاليات الشعبية، حيث تجسد ذلك من خلال التواصل معها لتمديد كهرباء منازل ومنشآت تجارية مختلفة، تكللت جميعها بحرفية واقتدار.

وذكرت أن مواطنين يتواصلون معها لتمديد الكهرباء في منازلهم او محالهم التجارية كصالونات التجميل او المنازل التي لا يتواجد فيها سوى السيدات، ليكون عملها مريحا لها وللمتواجدات في تلك المنازل او المحال التجارية.

زوجها، خالد الهلول، أكد أنه كان من أول المشجعين لزوجته لدخول هذا المضمار الخطر والمتناقض مع طبيعة المرأة التي تخشى الاقتراب من التوصيلات الكهربائية، مؤكدا أن زوجته تشاطره العمل في تمديد الكهرباء لبعض المنازل بحرفية عالية، وجودة عمل تضاهيه.

وما زالت كوثر الهلول، المرأة الوحيدة التي تعمل في مجال التمديدات الكهربائية في محافظة الطفيلة تسعى جاهدة لتغيير الصورة النمطية الملتصقة بالمرأة والمتمضمنة عدم قدرتها على العمل في ميادين كان المجتمع يحتكرها على الرجال، وتثبت أن المرأة قادرة على النجاح والتميز بهذه المجالات.

(صحيفة الرأي - سهيل الشروش)

إرسال تعليق

التعليقات

جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020