أما قانون العمل .. فلا بواكي له



حاتم قطيش

منذ عدة أشهر برزت قضية تعديلات #قانون_العمل وسط ردود فعل باردة وباهتة من أغلبية #النقابات_العمالية ، وفي رحلة هذه التعديلات التشريعية ابتداءً من لجنة #العمل النيابية الى قبة المجلس ثم الى الأعيان فإلى #لجنة_العمل في #الاعيان والعودة مرة اخرى الى مجلس الاعيان ثم العودة الى النواب فلجنة العمل النيابية مرة أخرى ثم كانت رصاصة الرحمة بموافقة مجلس النواب على جل هذه التعديلات.
هذه التعديلات لم يتبق لها سوى مصادقة جلالة الملك والنشر في الجريدة الرسمية لتدخل حيز التنفيذ وتبدأ معاناة العمال والنقابيين من تبعات هذه التعديلات، وكما العادة تمر الأيام والاسابيع والاشهر دون تحرك قوي يمكن أن يطلق عليه وصف "نضال نقابي" فأغلبية الاعتراضات جاءت بطريقة بروتوكولية معقمة من أتربة الشوارع غائبة عن أشعة الشمس الحارقة مسترخية تحت هواء أجهزة التكييف!!!

اقرأ أيضاً: العامل ضحية للتنمر .. وقانون العمل لا يسعفه

ومن المفارقات العجيبة أن يخرج علينا زعيم شعبي وقائد #نقابي وعراب #العمل_النقابي في أحد البرامج التلفزيونية مواجهاً أحد الأمناء العامين السابقين لوزارة العمل ، للوهلة الأولى وفي حال كتمت صوت التلفاز ورأيت لغة الجسد لهذا القائد النقابي الكبير وهو يرغي ويزبد على الشاشة تظن أنه يتحرك حرقة على هذه التعديلات وغضباً منها وأسفاً على #الحركة_النقابية #العمالية #الأردنية، ولكن وبعد أن تستمع لحديثه تكتشف أنه يزمجر غضباً على منتقدي هذه التعديلات ويدافع بجسارة عن الصلاحيات التي تم منحها للوزير بتغول واضح على #الحريات_النقابية للنقابات العمالية وعبثاً يحاول ضيفه استراق مساحة بسيطة للتعبير عن وجهة نظره حول حق النقابيين في سن أنظمتهم الداخلية على أقل تقدير!!
وسط كل هذه المعمعة تخفي صوت التلفاز مرة أخرى وتتخيل قانون العمل وكأنه رجل مريض يعاني على سريره والأطباء منشغلون بشرب القهوة وتناول الشوكولاته وتبادل النكات السمجة منتظرين توقف جهاز النبض ليبدأ دورهم البروتوكولي الآخر وهو اصدار بيانات الاستنكار والرفض لتسجيل موقف باهت خالي من أي لون من ألوان الحياة.

#الأردن

إرسال تعليق

التعليقات

جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020