تغير المناخ وتأثيره على مستقبل العمل

تغير المناخ وتأثيره على مستقبل العمل


الراصد النقابي لعمال الأردن "رنان" - حاتم قطيش
تحديث 7/11/2021

التغير المناخي كأحد أهداف التنمية المستدامة


التغير المناخي يأتي على سلم اهتمامات العالم حيث تم تخصيص الهدف الثالث عشر من أهداف التنمية المستدامة للتغير المناخي وحمل اسم " اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره" ، حيث يسعى الهدف 13 الى معالجة أحد التحديثات المعاصرة التي تهدّد بتقويض جهود التنمية ووجودنا البشر بحد ذاته، ويدعو الهدف الى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغيّ المناخ وآثاره.

التغير المناخي واتفاق باريس


من خلال التوقيع على اتفاق باريس في نيسان / أبريل 2016  الذي نص على " ضرورة تحقيق التحول العادل للقوى العاملة وإيجاد العمل الكريم والوظائف اللائقة، وفقاً للأولويات الإنمائية المحددة وطنياً" ، واتفقت الأسرة الدولية على اعتماد إجراءات لمواجهة التهديد الذي يطرحه تغيّر المناخ، والعمل باتجاه بناء عالم أكثر استدامة من خلال ما يلي:

- الإبقاء على ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية في حدود أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية.

- تعزيز قدرة البلدان على التكيّف مع الآثار السلبية لتغيّر المناخ، وتوطيد القدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ وتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة.

- جعل التدفقات المالية متماشية مع مسار يؤدي الى انبعاثات مخفضة للغازات الدفيئة وقادرة على تحمل تغير المناخ.

التغير المناخي ومنظمة العمل الدولية


وضعت منظمة العمل الدولية ما يسمى ب " خطوطاً توجيهية بشأن التحول العادل" ، حيث تحدد هذه الخطوطة التوجيهية عدداً من المبادئ التي من شأنها أن توجّه عملية الانتقال الى عالم أكير استدامة ، وهي تشمل :

- من الأساسي التوصل الى توافق اجتماعي قوي حول الهدف ومسارات الاستدامة، وينبغي أن يشكل الحوار الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من الإطار المؤسسي لاتخاذ القرارات وتنفيذها على المستويات كافة.

- من شأن السياسات أن تحترم، وتعزز وتحقق المبادئ والحقوق الأساسية في العمل.

- ينبغي للسياسات والبرامج أن تأخذ في الاعتبار البعد الجنساني القوي.

- يجب أن توفّر السياسات المتسقة في المجال الاقتصادي، والبيئي، والاجتماعي، وفي قطاعات التعليم / التدريب والعمل بيئةً ممكّنة.

- كذلك يجب أن توفرر هذه السياسات المتسقة إطاراً للتحول العادل للجميع من أجل التشجيع على استحداث المزيد من فرص العمل اللائقة.

- " ما من حل واحد يناسب الجميع"، ينبغي تصميم السياسات والبرامج بما يتماشى مع الظروف الخاصة بالبلدان.

- لدى تنفيذ استراتيجات التنمية المستدامة، من الهام تعزيز التعاون الدولي بين البلدان.

التغير المناخي والنقابات العمالية 


النقابات العمالية يجب أن يكون لها دور رئيسي في ضمان أن تفي الحكومات بالتزاماتها في إطار اتفاق باريس، لذلك يتعين على النقابات أن تضمن ما يلي:

- أن تكون المساهمات الوطنية شاملة، وأن تدرج جوانب متصلة بالعمل اللائق والتحول العادل.

- أن يتماشى إدراج المساهمات الوطنية في الاستراتيجيات الوطنية للتنمية المستدامة في البلاد مع متابعة خطة التنمية لعام 2030.

- التصميم السليم لدورات الاستعراض التي تجري كل خمس سنوات والمتفق عليها في باريس.

- وضع معايير واضحة لقياس التقدم المحرز وتقديم التقارير بما يضمن الوفاء بالوعود.

- تنفيذ الالتزامات المتصلة بتمويل المناخ.

- تخصيص الأموال لتمويل تدابير التحول العادل على المستوى الوطني والقطاعي والإقليمي.

- يصبح نقل التكنولوجيا والمعلومات واقعاً، ومن الضروري دعم البحوث والابتكار في البلدان النامية.

التغير المناخي و مستقبل العمل 


يعتبر التغير المناخي أحد المحركات الأساسية التي تؤثر على مستقبل العمل ويتجلى هذا الأمر اذا ما علمنا أن 23 مليون وظيفة فقدت منذ العام 2000 بسبب ارتفاع الحرارة و أن 72 مليون وظيفة سيتم فقدانها بحلول عام 2030 بسبب ارتفاع الحرارة.

ان درجة حرارة الأرض قد ارتفعت ب 0.85 درجة مئوية منذ القرن التاسع عشر، وستشهد المزيد من الارتفاع 1.5 درجة مئوية عام 2100.

ان 1.2 مليار وظيفة في العالم أي ما نسبته 40% من مجموع العمالة العالمية تعتمد على خدمات تؤمنها البيئة.و ما نسبته 15% من اجمالي العمالة الاقليمية في الشرق الأوسط  تعتمد على خدمات النظم الإيكولوجية .

الزراعة والغابات ومصائد الأسماك هي أكثر القطاعات تأثراً وهي تستخدم أكثر من مليار شخص، وهذا الأمر من شأنه أن يجبر ملايين الأشخاص الى الهجرة.
الشكل التالي يوضح سنوات النشاط الإقتصادي الضائعة بسبب الكوارث مع الأخذ بعين الاعتبار الخسائر والأشخاص المتأثرين والأضرار الناجمة عن المخاطرالمناخية ( العواصف والضباب والحرارة الشديدة)، والمائية ( الفيضانات والانزلاقات الأرضية وحركة الأمواج)، والمناخية ( الجفاف وتفجيرات البحيرات الجليدية وحرائق الغابات)، والبيولوجية ( حوادث صناعية أو أخرى متفرقة)، حيث يظهر فيها بوضوح أن البلدان العربية هي من أقل المناطق تأثراً.


ولعل حرائق الغابات تساهم في تسارع تأثير تغير المناخ على مستقبل العمل حيث
تؤكد معظم الهيئات الدولية ان 95% من حرائق الغابات تنتج عن نشاطات إنسانية خاطئة سواء كانت بدون قصد او بهدف اجرامي اما الباقي فيحدث نتيجة بعض الظواهر الطبيعية واهم الظاهر الطبيعية التي تسبب حرائق الغابات او تساعد على انتشارها هي الصواعق او الانفجارات البركانية ودرجات الحرارة العالية في مواسم الجفاف ومما يزيد من تأثيرها هو ارتباطها بهبوب عواصف قوية تعمل على انتشار النار بسرعة اكبر.

 اما الأخطاء البشرية فمتعددة متنوعة منها ما ينتج عن ترك المتنزهين الذين يقصدون الغابات للاستجمام لمواقد النار خلفهم دون اطفائها ومنها ما يقوم به بعض المزارعين من التخلص من مخلفات مزارعهم عن طريق الحرق, كذلك يلجأ بعض لصوص الاخشاب الى اشعال النيران في الغابات بهدف الحصول على كميات من الاخشاب التي تبقى بعد اخماد الحريق بينما يلجأ بعض المزارعين الى حرق مساحات من الغابات بهدف توفير مساحات زراعية إضافية , كما تشكل الحوادث المرورية التي تقع على الشوارع التي تمر عبر الغابات وكذلك رمي بعض السائقين لأعقاب السجائر او لأي اجسام مشتعلة أخرى على جنبات الطريق دون اكتراث أسباب أخرى مهمة لاشتعال حرائق الغابات .

وبالعودة لموضوع مستقبل العمل وتأثره بالتغير المناخي، فمن اللطيف معرفته أن  18 مليون وظيفة سيتم استحداثها بسبب الطاقة البديلة، وأن 6 مليون وظيفة يمكن استحداثها بسبب تبني اقتصاد التدوير.



إرسال تعليق

التعليقات

جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020