نايل هاشم المجالي
كلنا يعلم حجم معاناة المصانع المنتجة والشركات وغيرها في تسويق منتجاتها داخل وخارج الوطن وفق اسس علمية حديثة تواكب التطور التكنولوجي التقني لمفهوم التسويق والسوق ، فلقد تحول هذا المفهوم من تسويق في مكان محدد الى منصة الكترونية تعمل دون قيود مكانية او زمانية . فهناك شركات ومصانع انشأت منصة الكترونية تسويقية لمنتوجاتها خاصة بها وهي منصات الكترونية احادية خاصة بالشركات والمصانع تتبع سياساتها الاعلامية والاعلانية بنوع المنتج وتسعيرته المتغيرة والمحفزة من حين لآخر وفق الاساليب التسويقية العالمية اي ان ادارة الشركة تشرف بشكل مباشر على ادارة هذه المنصة وتقيم نتائجها من حين لآخر حسب احتياجات العميل ، ومثل هذه المنصات ( امازون ) ومنصات خطوط الطيران المختلفة وغيرها . اما النوع الثاني من المنصات الالكترونية هو المنصات المتعددة المهام والغايات والواجبات : وهي ما تقوم بانشائها غرف الصناعة والتجارة او المؤسسات الحكومية المختصة بالاستثمار واقامة المعارض داخلياً وخارجياً والتشييك مع منصات عالمية بحيث يشرف عليها كادر متخصص بالتسويق ( وكما اعلن سابقاً عن قيام وزارة التنمية الاجتماعية عن تأسيس شركة متخصصة بتسويق منتجات الجمعيات الخيرية ) لكننا لغاية الان لم نلمس شيئا على ارض الواقع . وبالعودة للمنصات المتعددة الاهداف سواء كانت من القطاع الخاص او الحكومي فهي تقوم بدور الوسيط بين البائعين والمشترين ومن هذه المنصات العالمية ( Airbnb ) و ( e bay ) وغيرها الكثير ، وهذه المنصات باستطاعتها كسب اسواق كثيرة بسياسة التوسع والعرض والطلب المستمر سواء كان ذلك مقابل اشتراك او عمولة او حسب ما يتفق عليه من كلا الجانبين ( طرفي المعادلة ) . وهذا يشكل نموذجاً ناجحاً للاقتصاد التسويقي التشاركي وهذه المنصات جاذبة ايضاً للاستثمار خاصة من قبل المصنعين والشركات التي ترغب بالاستثمار لتوفر المواد الاولية في الوطن ، والشروط والامتيازات الممنوحة لذلك وفق احد محاور المنصة الالكترونية ، واستغلال الموقع الجغرافي كوسيط قريب من الدول المجاورة خاصة التي تعمل على اعادة الاعمار ، خاصة ان هذه المنصات الاحادية والمتعددة الاوجه تتطور مع تطور التقنية الحديثة لاساليب التسويق لاقناع المشتري اياً كان نوعه ، وها نحن نشاهد متاجر عالمية الكترونية تقوم بتسويق المنتوجات المتعددة والمتنوعة مباشرة كما وانها تقوم بالتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها . نحتاج لمثل هذه المنصات بعد ان عانى السوق المحلي من العديد من الازمات والمشاكل التسويقية بسبب زيادة الضرائب وغيرها مما خلق معوقات كثيرة في آلية التعامل السوقي ، ولقد اصبح هناك طاقة منتجة لدى العديد من المصانع من المواد وغيرها ، وغير مسوقة اي فائضة عن حاجة السوق وغير مستغلة ، ووجود سوق ذو قدرة شرائية ضعيفة غير قادر على استيعابها . خاصة بوجود منتجات مثيلاتها تنافسها بالجودة والسعر اي اصبحت هذه المواد الفائضة في المصانع كما وكأنها ملقاه على الرصيف وتأخذ حيزاً كبيراً من ارضية المصنع في ظل وجود سوق غير كفؤ ولا يمنع ذلك من الاستعانة بشركات متخصصة لتنظيم هذا السوق الغير كفء من اجل انشاء منصات الكترونية تسويقية ، لننتقل من اسواق مهملة او معطلة الى اسواق نشطة بكفاءات تسويقية باحتراف ولديها المرونة بالتعامل والتنسيق مع كافة الجهات المعنية ومرخصة حسب الاصول لتجنب اية مخاطر او نصب او احتيال . وسيكون هناك منصات تتنافس فيما بينها لجلب اكبر عدد من الزبائن داخلياً وخارجياً للشركات والمصانع كذلك امكانية التعاون مع الملحقين التجاريين في السفارات ، وها نحن نشاهد مكاتب سياحية تقوم بترتيب كافة الحجوزات وكل ما يتعلق بها من زيارة للمواقع السياحية ومرافقين وغيرها من خلال منصة الكترونية خاصة بها تسهل وتيسر على الشخص رحلته وتذلل له المعوقات في سفرة مع ما يتناسب ما تم رصده من مبالغ مالية خاصة به . اي اننا نبحث من خلال هذه المنصات عن المصداقية والحرفية والامان بوجود الضمانات واثباتات جودة الخدمة مما يقلل من نسب المخاطرة وعلى سبيل المثال هناك منصة الكترونية عالمية لرجال الاعمال ولمواطنين متخصصة بالسياحة البيئية ضمن مواصفات خاصة للمواقع للتمتع بجمال الطبيعة بعيداً عن الملوثات وغيرها ورواد هذه المنصات من المشاهير يختارون الاماكن في جميع انحاء العالم مقابل جودة الخدمة وتوفر عامل الامان ، وكما نعلم فنحن نزخر بكثير من المواقع السياحية والاثرية العالمية مثل وادي رم والبتراء ومناطق عديدة فبامكان الجهات المعنية بالسياحة انشاء مثل هذه المنصات والتعاون مع الشركات السياحية وتطوير الاماكن مع ما يتلاءم ويتناسب ومتطلباتهم واحتياجاتهم ، وهذا تشييك وربط ذكي خاصة اذا كان هناك جودة بالعلاقة التشاركية ، فالميدان ميدان تنافسي بين المنصات فهناك من يدفع مقابل الجودة بالخدمة وحسن التعامل او تقديم خدمات اضافية مجانية لغايات التحفيز . اذن هناك منصات متعددة ومتنوعة على الحكومة ان تقوم ببناء علاقة تشاركية مع كافة الشركات والمصانع وغرف الصناعة والتجارة والمكاتب السياحية داخلياً والربط الخارجي وفق اسس يتم الاتفاق عليها ووفق معايير تضمن المصداقية والجودة ولنواكب التطور التقني لآليات التسويق اي منصات متعددة الاوجه (multi sided platforms ) ولننتقل من التسويق التقليدي الغير مجدي والمكلف ، كما وان المنصات الالكترونية ستقدم العديد من الحلول بعد معرفتها للمعوقات التي تحول دون جذب الاستثمار والتسويق والسياحة .
(جهينة نيوز)
إرسال تعليق