التعامل مع مصطلحات ومفاهيم معينة بمفهوم خاطئ، يعتاد الناس على أساس معناها الخاطئ، ومنها مصطلح الريادة والريادي حيث كان المعنى المتداول يخلط بين المبدع والريادي، لذلك لابد من التعرف على مفهوم الريادة الصحيح، ودور الريادة في عملية نجاح المشروع.
دخل مفهوم الريادة لأول مرة في اللغة الفرنسية في مطلع القرن السادس عشر حيث تضمن مفهوم المخاطرة وتحمل الصعاب الذي رافق الحملات الاستكشافية العسكرية. دخل مفهوم الريادة إلى النشاطات الاقتصادية في مطلع القرن الثامن من قبل ريتشارد كانتلون Richard Catillon الذي وصف التاجر الذي يشتري سلعاً بسعر محدد لبيعها في المستقبل بسعر لا يعرفه مسبقاً بأنه ريادي مهما يكن الأمر فإن روح المخاطرة والمغامرة بقيت ملازمة لمفهوم الريادة
الريادة هي أن تكون إلى جانب فريق عمل مكمل لمهاراتك ومواهبك وهي معرفة كيفية التحكم وتنظيم الموارد ( التي غالبا ما تكون مملوكة للآخرين )، والتأكد من عدم إنفاق المال إلا في الضرورة وهي الاستعداد للمخاطرة المحسوبة سواء الشخصية أو المالية ثم القيام بكل شئ ممكن للحصول على المنفعة المفضلة.
و في كتابه The Entrepreneurial Mind وصف Jeffry A. Timmons الرياديين بأنهم الذين يميلون إلى التطور والـذين يمتلكـون كـلاً من صفـة الإبـداع والمهارات الإدارية والبراعة في الأعمال.
هذا الاتجاه يميز الرياديين ( Entrepreneur ) عن الآخرين مثل المخترعين Inventor) ) والمديرين في المؤسسات الكبيرة والمستقرة ( Manager ) و مؤسسي المشاريع ( promoter ) .
عند حدوث أي ركود اقتصادي يكون هناك تأثير سلبي كبير على الفرص الوظيفية المتاحة في سوق العمل، لذلك نجد كثير من الشباب يتجه إلى تأسيس مشاريع خاصة سواء بشكل منفرد أو بشكل شراكات مع بعض وذلك من أجل تأمين مصدر دخل وهذا ما يسمي بـ (Forced Entrepreneurship) بمعنى أنه تم أخذ القرار بالإجبار، ولا يعني ذلك بالضرورة أن لديهم أفكار جديدة وشغف العمل الحر كما هو الحال مع كثير من رواد الأعمال.
إلا أن أحد أكبر التحديات التي يواجهها هؤلاء الشباب هو عدم جاهزيتهم لخوض هذه المغامرة والتي تشمل تحديات كثيرة تتطلب مهارات وإمكانيات إدارية وليس فقط رأس مال مناسب لتأسيس المشروع. وما نجده حاليا في سوق التدريب سواء التجاري أو من خلال الشركات الداعمة هو تهيئة أصحاب المشاريع الناشئة لاكتساب هذه المهارات والتي قد تكون متأخرة بعض الشيء بسبب عدم إدراك رائد الأعمال أو صاحب المشروع باحتياجه لهذه الدورات.
لذلك فإن أهم الحلول لهذا التحدي هو تهيئة الشباب أثناء الدراسة من خلال تقديم مواد أو حصص عن ريادة الأعمال ويتم تقديمها من قبل مختصين في هذا المجال. .
على الرغم من ذلك فهناك فرصة لتقديم مبادرات من شأنها إيجاد حل مناسب وتقديم برامج ولو بشكل مبسط وتكون موجهه إلى طلاب الجامعات وذلك لتهيئتهم لاقتحام عالم ريادة الأعمال، و لابد ان يتم اطلاق برامج و مبادرات حيث تركز هذا البرنامج على بناء المهارات اللازمة لرواد الأعمال لإدراة مشاريعهم الخاصة مثل القيادة وروح الفريق والتفاوض وذلك من خلال إشراكهم في برامج ليتعرفوا بشكل أكثر على بيئة ريادة الأعمال بطابع غير أكاديمي مما يساعد في تكوين جيل مهتم بهذا الجانب ونقل تجاربهم وخبراتهم سواء لزملائهم أو للأجيال القادمة.
وهذه البرامج لابد ان تقدم حل وذلك لتنشيط وتشجيع العمل الحر لفئة مهمة جدا وهي الشباب والخريجين، ونتمنى من بقية الجهات المختصة إطلاق مبادرات مشابهة باستهدافها الطلاب والتي من المؤكد ستمكن جزء كبير من هذه الشريحة من تأسيس مشاريع ناجحة وبالتالي المساهمة في تنمية الاقتصاد المحلي.
لقد أعطى مفهوم الريادة دوراً رئيساً في التنمية الاقتصادية. فصناع القرار الحكومي، المنشات الدولية للتنمية يرون أن الريادة المؤسساتية كمفتاح لإلية خلق الوظائف والنمو الاقتصادي.
أن الأبحاث التجريبية في تأثير النشاطات الريادية على التنمية الاقتصادية. وقد وجدوا بشكل عام بان هناك مؤشرات قليلة تدعم التأثيرات الايجابية للنشاطات الريادية على التنمية الاقتصادية، ليس بسبب الدراسات سلبية ولكن بسبب أنها لم تتحقق بعد.
إن القضية النظرية لدعم النشاطات الريادية في التنمية الاقتصادية هي مقبولة على نطاق واسع وذات صوت واضح. الريادة يعتقد أنها تلعب أدواراً حيوية في الاختراعات وإعادة توزيع الموارد. وهذه النشاطات من الواضح أنها تكون أساساً للنمو الاقتصادي وخلق الوظائف.
البحوث التجريبية في الأقطار المتقدمة تبيّن بأن المنشآت المتوسطة والصغيرة هي الأكثر تحفيزاً وكذلك تقوم بخلق الوظائف الأكثر من المنشآت الكبيرة. كيف نترجم ذلك في الأقطار النامية وبالأخص تلك التي لا تملك هياكل ومؤسسات ارتكازية يبقى التساؤل مفتوحاً.
التنمية في الاقتصاد الأمريكي في أواخر القرن العشرين ومن خلال اقتصادها . بالتأكيد فأن النموذج الأمريكي يتميز كونه يضم حدوداً اجتماعية وثقافية من خلال النشاطات الاقتصادية والسياسات الحكومية . إن دور الثقافة في البحوث ولكننا نعني في هذا البحث عن تأثيرات النشاطات الريادية أكثر من اهتمامنا بالمصادر أو الفلسفات .
إن الكثير من التأثيرات التي تساهم في التنمية للاقتصاديات الجديدة المنتشرة من خلال آسيا تعتبر مثال جيد للسياسات الحكومية التي تشكل النشاطات الريادية والتي تكون النشاطات الجديدة والصناعات على قاعدة المعلومات الجديدة والثقافات الأخرى .
لابد أن يشمل برنامج الأعمال وريادة الأعمال التدريب العملي على المناهج التدريبية لتمكين الطلاب من اكتساب المهارات والعقلية لتشغيل أعمالهم الخاصة وتصبح قادة الأعمال.
وأن تكون مفاهيم الأعمال تضمن أن الطلاب مجهزة لبدء وإدارة أعمالهم باستخدام مفاهيم المملكة الاردنية الهاشمية لدفع النمو والاقتصاد. واحدة من الجوانب الفريدة للبرنامج هو تقديم الدعم المستمر لكل طالب على حدة من خلال تعيين مستشارين للمساعدة في توجيههم من خلال البرنامج نحو الانتهاء بنجاح ليتم تخريج رجال اعمال مبتدئين قادرين على فتح المشاريع الصغرى و الانطلاق من الاعتماد على الغير للاعتماد الذاتي, كل فئة تختلف اعتمادا على طريقة التدرب ولكن كثقافة ثابتة، غالباً ما تعيق البيروقراطية الحكومات عن مواكبة القطاع الخاص، لذلك يمكن للشراكة مع الشركات الناشئة أن تساعدها في إنجاز بعض الأمور.
وترغب الحكومات بالعمل مع الشركات الناشئة في قطاعات مهمة لها، مثل الرعاية الصحية والأمن والتعليم وإدارة الشؤون المالية و الخدمية و اللوجستية، وتعتبر بعض المجالات مثل الخدمات القائمة, قد يعارض البعض إمكانية التعاون بين الحكومة والشركات الناشئة، ولكن لابد أنّ يكون توافقاً على أنّ كلّ طرف يحتاج إلى الآخر لكي يزدهر.
الخريطة الوطنية للتدريب و التشغيل:
المباشرة فورا باعداد خريطة تمثل محافظات المملكة 12 و تحدد الفرص التي يحتاجها الشباب و الشابات في كل محافظة و لواء و قضاء حسب خصوصيته و ما يتوفر فيه من فرص.
الحل هو التدريب المهني الريادي:
يحتاج العاطل عن العمل الى دعم معنوي و ريادي و مالي و هنا لابد من مشاركة اطراف متعددة الجهات التدربية في القطاعين الخاص و العام و الموسسات المالية و اجهزة التنمية الاقتصادية و البشرية و لابد من قيادة تجمع هذه الاطراف لهدف واحد هو الاستثمار في المواطن و تنميته و تاهيله و دعمه المالي للوصول الى رجل اعمال قادر على توظيف نفسه و توظيف الاخرين
د.ابراهيم سليمان العجلوني
مستشار ادارة مشاريع
إرسال تعليق