الراصد النقابي لعمال الأردن - حاتم قطيش
تابعنا في الأسابيع الماضية أزمة عمال شركة توليد الكهرباء المركزية حيث أفصحت ادارة الشركة عن نيتها انهاء خدمات ما ينوف عن 200 عامل وبررت ذلك بسبب تقاعد الوحدات التوليدية وترشيداً للنفقات، في الوقت الذي اعتبره البعض استخداماً غير بريء للعمال باعتبارهم ورقة ضغط على الحكومة لمنح هذه الشركة عطاءً يتعلق بمشروع تحلية ماء البحر!!
وبعد اعلان نقابة الكهرباء ممثلة برئيسها علي الحديد أنها ستقف سداً منيعاً في وجه أي قرار يمس الأمان الوظيفي للعمال، ثم أعلن الحديد بعد ذلك نيته الدعوة لاعتصام العمال وعائلاتهم وأطفالهم أمام مكتب وزيرة الطاقة لمماطلة الأخيرة مقابلة النقابة لبحث قضية هؤلاء العمال، مما استدعى الحكومة للتدخل والاجتماع بالحديد وطمأنته وأخذ وعد صريح من وزير العمل بعدم السماح بفصل أي عامل.
في خضم هذه المعمعة والتوتر تتسرب لوسائل الاعلام أخباراً عن تنسيب تعيين مديراً تنفيذياً لنفس الشركة وبراتب اجمالي مع الحوافز يصل الى 15 ألف دينار أردني شهرياً مع الاحتفاظ بالمدير السابق الذي يتقاضى مبلغاً مقارباً أيضاً!!
انهاء خدمات مائتي عامل يعني بالضرورة تأثر مائتي بيت أردني وما لا يقل عن ألف مواطن بالاضافة الى زيادة فاتورة التقاعد المبكر للضمان الاجتماعي والتأثير على الحماية الاجتماعية للعمال وزيادة البطالة والفقر ..الخ
قد يخطر ببال أصحاب العمل أن انهاء خدمات العمال يوفر من فاتورة الرواتب الشهرية في الشركة ولكن اعتقد أنهم لم يبذلوا الجهد المطلوب للتفكير حول هذه الفاتورة التي ستتحول الى فواتير متعددة مالية واجتماعية وحقوقية ..الخ سيتحملها الوطن بدلاً منهم.
الخلل في ظني ليس في القرارات التي يمكن أن تلغى أو تعدل تحت ضغط العمال ونقاباتهم ولكنه يكمن في عقلية أصحاب العمل ومدى ايمانهم بالعدالة الاجتماعية والحقوق العمالية للعمال.
اقرأ أيضاً:
الحديد يلوح باعتصام العمال ونسائهم وأطفالهم أمام مكتب وزيرة الطاقة
اقرأ أيضاً:
الحديد يلوح باعتصام العمال ونسائهم وأطفالهم أمام مكتب وزيرة الطاقة
بعد اجتماعه بوزيري العمل والطاقة .. الحديد مطمئناً العمال: الاجتماع ايجابي ومثمر
إرسال تعليق