التنمية المستدامة

الراصد النقابي لعمال الأردن "رنان" .. حاتم قطيش

ما المقصود بالتنمية المستدامة وكيف نشأت:


ظهر مصطلح "التنمية المستدامة" لأول مرة في منشور أصدره الاتحاد الدولي من أجل حماية البيئة سنة 1980، لكن تداوله على نطاق واسع لم يحصل إلا بعد أن أُعِيد استخدامه في تقرير "مستقبلنا المشترك" المعروف باسم "تقرير برونتلاند"، والذي صدر 1987 عن اللجنة العالمية للبيئة والتنمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، تحت إشراف رئيسة وزراء النرويج آنذاك غرو هارلم برونتلاند.
في العام 2000 اعتمدت الأمم المتحدة الأهداف الانمائية الألفية بوصفها الاطار الانمائي الرئيسي للمنظومة الدولية، واعتمدت مجموعة من 8 أهداف وتم تحديد عام 2015 كموعد نهائي لتحقيقها، ودعا هذا النهج الى وضع اطار لما بعد عام 2015 ليحل محل الأهداف الانمائية للألفية،وقد ذكر مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (ريو+20) استناداً الى مؤتمرات الأمم المتحدة السابقة المعنية بالبيئة في وثيقته الختامية :

 " ونحن ندرك أن وضع الأهداف يمكن أن يفيد أيضاً في متابعة العمل بصورة مركزة ومتسقة من أجل تحقيق التنمية المستدامة ، وندرك كذلك أهمية وفائدة وجود مجموعة من أهداف التنمية المستدامة، والتي تستند الى جدول أعمال القرن 21 وخطة جوهانسبرغ للتنفيذ، وتحترم بصورة كاملة جميع مبادئ ريو، مع مراعاة الظروف والقدرات والأولويات الوطنية المختلفة، وتتفق مع القانون الدولي، وترتكز على الالتزامات التي أعلن عنها فعلاً، وتساهم في التنفيذ الكامل لنتائج جميع مؤتمرات القمة الرئيسية المعقودة في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بما في ذلك هذه الوثيقة الختامية، وينبغي لهذه الأهداف أن تعالج وتدمج بطريقة متوازية جميع الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة والصلات القائمة فيما بينها، وينبغي أن تتسق الأهداف المذكورة مع خطة الأمم المتحدة الانمائية لما بعد عام 2015 وأن تدمج فيها، بحيث تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتكون قوة دافعة لتحقيق التنمية المستدامة وتعميم مراعاتها في منظومة الأمم المتحدة ككل " (الفقرة 246).

وفي 25 أيلول /سبتمبر 2015، اعتمد رؤساء دول وحكومات 193 دولة من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة عهداً انمائياً عالمياً جديداً بعنوان " تحويل عالمنا : خطة التنمية المستدامة لعام 2030" وقد دخل حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني / يناير 2016.
ان أهداف التنمية المستدامة تعتبر نهج متكامل يستند الى حقوق الانسان، وان غاياتها متكاملة وغير قابلة للتجزئة ، وهي عالمية بطبيعتها وشاملة من حيث امكانية تطبيقها على جميع البلدان النامية والمتقدمة على السواء ، بالاضافة الى انها تحقق التوازن بين أبعاد التنمية المستدامة الثلاثة  (الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ) وهي تتعهد بألا يخلف الركب أحداً وراءه.

وعليه فإنه يمكن تعريف التنمية المستدامة بأنها عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية بشرط ان تلبي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها.ويواجه العالم خطورة التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية وكذلك المساواة والعدل الاجتماعي.
ويمكن تعريفها أيضاً على أنها : دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار.
كما يمكن تعريفها بأنها "التنمية التي تستجيب لحاجات الحاضر دون أن تعرض للخطر قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها".

 العناصر التي تقوم عليها أهداف التنمية المستدامة؟

ستحفز الأهداف والغايات العمل خلال السنوات القادمة في المجالات البالغة الأهمية وهي:
- الناس: فقد عقدنا العزم على إنهاء الفقر والجوع بجميع أشكالهما وأبعادهما، وكفالة أن يتسنى لجميع البشر تفعيل إمكاناتهم في إطار من الكرامة والمساواة وفي ظل مناخ صحي.
- كوكب الأرض: نحن مصممون على حماية كوكب الأرض من التدهور، بطرق منها توخي الاستدامة في أنماط الاستهلاك والإنتاج، وإدارة موارد الكوكب الطبيعية على نحو مستدام، واتخاذ إجراءات عاجلة بشأن تغير المناخ، كي يتمكن الكوكب من دعم احتياجات الأجيال الحالية والمقبلة.
- الازدهار: لقد عقدنا العزم على كفالة أن يتمتع جميع الناس بحياة يرفرف عليها الرخاء وتلبي طموحاتهم وأن يتحقق التقدم الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي في انسجام مع الطبيعة.
- السلام: نحن مصممون على أن نشجع قيام مجتمعات يسودها السلام والعدل ويجد فيها الجميع متسعاً لهم، مجتمعات تخلو من الخوف والعنف. فلا سبيل إلى تحقيق التنمية المستدامة دون السلام ولا إلى إرساء السلام دون تنمية مستدامة.
- الشراكة: لقد عقدنا العزم على حشد الوسائل اللازمة لتنفيذ هذه الخطة من خلال تنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة، على أساس روح من التضامن العالمي المعزز، مع التركيز بوجه خاص على احتياجات الفئات الأشد فقراً والأكثر ضعفاً، وبمشاركة من جميع البلدان وجميع أصحاب المصلحة وجميع الناس.

مكونات خطة التنمية المستدامة 2030:

تتكون خطة التنمية المستدامة لعام 2030 من ستة مكونات رئيسية هي :

أولاً:  الاعلان 

وفيه التزم رؤساء الدول والحكومات " بتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة (الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ) على نحو متوازن ومتكامل" وأن يتخذوا "من الانجازات التي تحققت في اطار الأهداف الانمائية للألفية منطلقاً لهم ويسعوا الى النهوض بما لم يكتمل من أعمالها " (الفقرة2)، والتزم الرؤساء كذلك أن يضمّنوا رؤيتهم في الاعلان وقد تضمنت هذه الرؤية ما يلي:
- نحن نصبو الى عالم خالٍ من الفقر والجوع والمرض والعوز، يمكن أن تنتعش فيه جميع أشكال الحياة ونصبو الى عالم خالٍ من الخوف ومن العنف (الفقرة7).
- نحن نصبو الى عالم يسود كافة أرجائه احترام حقوق الانسان وكرامة الانسان وسيادة القانون والعدالة والمساواة وعدم التمييز (الفقرة 8).
- نحن نصبو الى عالم يتمتع فيه كل بلد بالنمو الاقتصادي المطرد والمستدام الذي يشمل الجميع، وتتوافر فيه فرص العمل الكريم للكافة (الفقرة 9).

ثانياً: أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر

اتخذت الحكومات "قراراً تاريخياً بشأن مجموعة من الأهداف والغايات العالمية الشاملة والبعيدة المدى التي تركز على الناس وتفضي الى التحول " (الفقرة 2)، وتعتزم أهداف التنمية المستدامة من والآن وحتى عام 2030 من بين جملة أمور أخرى " القضاء على الفقر والجوع في كل مكان، ومكافحة أشكال عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها، وبناء مجتمعات مسالمة وعادلة وشاملة للجميع، وحماية حقوق الانسان والعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، وكفالة الحماية الدائمة للأرض ومواردها الطبيعية .. وتهيئة الظروف المناسبة للنمو الاقتصادي المستدام والمطرد الذي يشمل الجميع، وللازدهار العميم وتوافر فرص العمل الكريم للكافة، مع مراعاة مختلف مستويات التنمية والقدرات الوطنية" (الفقرة 2)، وهذه الأهداف هي :

*  الهدف (1) : القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان.

يدعو الى القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان، وهو يؤكد الحق في الحماية الاجتماعية المكرس في الإعلان العالمي لحقوق الانسان. ويدعو أيضاً الى ضمان تمتع الجميع ، ولا سيما الفقراء بنفس الحقوق في الحصول على موارد إنتاج والخدمات الأساسية.

*  الهدف (2) : القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة.
يدعو الى القضاء على الجوع وسوء التغذية بحلول عام 2030، ويسعى الى ضمان حصول الجميع ولا سيما الفقراء على ما يكفيهم من الغذاء المأمون والمغذي طوال العام، كما يسعى الى مضاعفة دخل صغار منتجي الأغذية ولاسيما النساء من خلال ضمان المساواة في حصولهم على موارد الإنتاج.

*  الهدف (3) : ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار.

يسعى الى ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار، وهو يتناول جميع الأولويات الصحية الرئيسية، ويدعو الى تحقيق التغطية الصحية الشاملة للجميع، وزيادة التمويل في قطاع الصحة لتوظيف القوى العاملة في هذا القطاع وتطويرها وتدريبها واستبقائها، وتعزيز قدرات جميع البلدان في مجال الحد من المخاطر الصحية وإدارتها.

*  الهدف (4) : ضمان التعلم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.

يسعى الى ضمان التعليم المجاني والشامل والجيد للجميع والى تعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.

*  الهدف (5) : تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات.

يسعى الى تحقيق المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم وتمكين النساء والفتيات في كل مكان ، ويسعى الى القضاء على جميع أشكال التمييز على أساس نوع الجنس كما يهدف الى تأمين تكافؤ الفرص والمعاملة للفتيات والنساء.

*  الهدف (6) : ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها  إدارة مستدامة.

يسعى الى ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها على نحو مستدام، وفي هذا الصدد يرمي هذا الهدف الى تحقيق حصول الجميع بشكل منصف على مياه الشرف المأمونة والميسورة التكلفة، فضلاً عن ضمان نوعية الموارد المائية واستدامتها في جميع أنحاء العالم، بالاضافة الى حصول الجميع على خدمات الصرف الصحي والنظافة الصحبة بحلول 2030.

*  الهدف (7) : ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة.

يسعى الى ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة، ويعتبر حصول الجميع على الطاقة المستدامة الحديثة عاملاً رئيسياً من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

*  الهدف (8) : تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع.

يسعى الى تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، الى جانب العمالة الكاملة والمنتجة،وتوفير العمل اللائق للجميع وهو يشمل من ناحية برنامج العمل اللائق لمنظمة العمل الدولية وأهدافه الاستراتيجية الأربعة، وهي الحقوق والعمالة والحماية الاجتماعية والحوار الاجتماعي، كما يربط من ناحية أخرى بين السعي لتحقيق النمو الاقتصادي وتوفير العمل اللائق للجميع.
لمعرفة المزيد عن العمل اللائق اضغط هنا

*  الهدف (9) : إقامة بنى تحتية قادرة على الصمود، وتحفيز التصنيع الشامل للجميع، وتسجيع الابتكار.

يسعى الى معالجة ثلاثة مجالات ذات أهمية خاصة بالنسبة للبلدان النامية، وهي اقامة بنى تحتية قادرة على الصمود، وتحفيز التصنيع الشامل والمستدام، وتشجع الابتكار.

*  الهدف (10) : الحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها.

يرمي الى الحد من كافة أشكال انعدام المساواة بغض النظر عن الدخل، أو السن أو الانتماء العرقي أو الإثني أو العمر أو الاعاقة أو الأصل الاجتماعي أو اللون أوالدين أو الرأي السياسي أو الأصل الوطني أو أي وضع آخر ، ويرمي أيضاً الى الحد من انعدام المساواة بين البلدان.

*  الهدف (11) : جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة.

يرمي الى تعزيز قيام مدن ومستوطنات بشرية شاملة للجميع، وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة في كافة أنحاء العالم.

*  الهدف (12) : ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة.

يرمي الى ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة، ويسعى بالتالي الى معالجة مشاكل مثل مشكلة إدارة وإستخدام الموارد البشرية على نحو غير مستدام، والإدارة الضارة بيئياً للمواد الكيميائية والنفايات وضرورة الحد من توليد النفايات الخطيرة.

*  الهدف (13) : اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره.

يسعى الى معالجة أحد التحديات المعاصرة التي تهدد بتقويض جهود التنمية ووجودنا البشري بحد ذاته، الا وهو تغير المناخ، ويدعو هذا الهدف الى اتخاذ اجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره، ويشير إطار أهداف التنمية المستدامة الى تفاصيل الإجراءات الواجب اتخاذها بهذا الصدد وذلك بالاستناد الى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهي تشكل المنتدى الدولي والحكومي الدولي الرئيسي للتفاوض حول الاستجابة العالمية لتغير المناخ.

*  الهدف (14) : حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة.

يسعى الى اتخاذ إجراءات لصون المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة، وتشمل هذه الاجراءات الحد من التلوث البحري وإدارة النظم الأيكولوجية البحرية والساحلية وحمايتها ، ومعالجة آثار تحمّض المحيطات وانهاء الصيد المفرط وحظر بعض أشكال الإعانات المقدمة لمصائد الأسماك.

*  الهدف (15) : حماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحومستدام، وإدارة الغابات على نحو مستدام، ومكافحة التصحر،ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره، ووقف فقدان التنوع البيولوجي.

يسعى الى حماية الاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيزها وإدارة الغابات على نحو مستدام،ومكافحة التصحر ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره ووقف فقدان التنوع البيولوجي.

*  الهدف (16) : التشجيع على إقامة مجتمعات مسالمة لايهمّش فيها أحد من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وإتاحة إمكانية وصول الجميع الى العدالة، وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على جميع المستويات.

وهذا الهدف متصل بالحوكمة فهو لا يسلط الضوء على النهج القائم على الحقوق لبلوغ أهداف التنمية المستدامة فحسب، وإنما يشدد أيضاً على أهمية سيادة القانون، واحترام الحقوق وقيام مؤسسات فعالة لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ويسعى الى التشجيع على إقامة مجتمعات مسالمة لا يهمّش فيها أحد وتحقيق العدالة للجميع وبناء مؤسسات فعالة على جميع المستويات.

* الهدف (17) : تعزيز وسائل تنفيذ وتنشيط الشراكة  العالمية من أجل التنمية المستدامة.


ثالثاً: 169 غاية

يوافق كل هدف عالمي مجموعة من الغايات، وتعتبر الغايات مرامي ذات طابع عالمي يُطمح الى بلوغها، حيث تحدد كل حكومة غاياتها الوطنية الخاصة بها مسترشدة بمستوى الطموح العالمي، ومن المتوقع أن يسهم تحقيق كل غاية من هذه الغايات في بلوغ الأهداف، وتم الاتفاق على ما مجموعه 169 غاية لضمان تحقيق الأهداف السبعة عشر، وتدمج الأهداف والغايات الروابط بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الضرورية لتحقيق التنمية المستدامة.

رابعاً: المؤشرات

جرى تفصيل أهداف التنمية المستدامة التي ترافقها غايات من خلال مجموعة من المؤشرات التي تركز على نتائج قابلة للقياس، وهذه المؤشرات عملية المنحى وعالمية بطبيعتهاوشاملة من حيث تطبيقها.
وبالنظر الى أن أحد المبادئ الرئيسية لخطة العام 2030 يقضي بأنه لا ينبغي أن يخلف الركب أحداً وراءه، فقد بُذلت جهود لضمان تصنيف المؤشرات حسب الدخل والجنس والسن والانتماء العرقي والاثني والوضع من حيث الهجرة والاعاقة والموقع الجغرافي وغيرها من الخصائص ذات الصلة في السياقات الوطنية.

خامساً: وسائل التنفيذ

تنص خطة العام 2030 على تنشيط الشراكة العالمية لضمان التنفيذ، وتشمل وسائل التنفيذ التمويل والتكنولوجيا وتنمية القدرات، وتركز بعض العناصر الرئيسية لوسائل التنفيذ على المجالات التالية:
- استراتيجيات التنمية المستدامة المملوكة للبلدان والتي تدعمها التعبئة واستخدامها الفعال لتبعئة الموارد المحلية واحترام الهامش السياساتي في كل بلد وتعززه بيئة دولة مواتية.
- التمويل العام الدولي لاستكمال الجهود الوطنية، بما فيه المساعدة الانمائية الرسمية.
- الأعمال التجارية الخاصة، باعتبارها محركاً للنمو الشامل وفرص العمل.
- التجارة الدولية بوصفها محركاً للنمو الاقتصادي الشامل والحد من الفقر.
- اكتساب القدرة على تحمل الديون في الأجل الطويل باعتماد سياسات منسقة تهدف الى تمويل الديون وتخفيف عبء الدين واعادة هيكلة الديون وادارتها بشكل سليم.
- آلية تيسير التكنولوجيا تضمن من بين جملة أمور نقل تكنولوجيات سليمة بيئياً الى البلدان النامية بشروط مواتية.
- التصدي للمخاطر النظامية ( مثل التحديات البيئية والأزمات المالية والاقتصادية العالمية والتحديات في الادارة الاقتصادية العالمية التقلبات المفرطة في أسعار السلع الأساسية والهجرة الدولية وجميع أشكال العنف والارهاب والجريمة والاتجار بالبشر) وتعزيز اتساق السياسات المتعددة الأطراف على صعيد المالية والاستثمار والتجارة والتنمية والمؤسسات البيئية.

سادساً: المتابعة والاستعراض

إن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ملتزمة بمتابعة واستعراض منتظمين لتنفيذ الخطة على مدى السنوات المقبلة وستسترشد عمليات المتابعة والاستعراض على جميع المستويات بمجموعة من المبادئ تشمل:
- ستكون طوعية تمسك بزمامها البلدان وتأخذ في الحسبان اختلاف الظروف والقدرات ومستويات التنمية الوطنية ، وستحترم الحيز السياساتي والأولويات.
- سترصد التقدم المحرز في تنفيذ الأهداف والغايات العالمية، بما يشمل وسائل التنفيذ في البلدان كافة.
- ستكون مفتوحة وجامعة وتشاركية وشفافة أمام جميع الناس .
- سيكون محورها الناس.
- ستجري أنشطة المتابعة والاستعراض على الصعيد الوطني والاقليمي والعالمي.

سلبيات التنمية المستدامة :

يظن البعض بأنَّ عملية التنمية المستدامة هي عملية إيجابية محضة بالمطلق، ولكن الكثير يتغافل عن وجود أبعاد جانبية سلبية لها،فعملية التنمية المستدامة في بعض حيثياتها قد تتطلب الاستغناء الكامل عن الطاقة التي تزود الناس بمستلزمات الحياة الحديثة، وتعديل البنى التحتية، وهذا التحويل في أنماط الاستهلاك سيُكلِّف مبالغ باهظة وأعباء كبيرة؛ تحديداً على الدول النامية، وفيما يأتي بعض سلبيات التنمية المستدامة:
 البطالة في بعض المناطق: تطلبات التنمية المستدامة هي حماية النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي، ولا يكون تحقيق ذلك إلّا بتقليص العديد من الصناعات وأنشطتها أو حتى إيقافها، وهذا بدوره يؤدي إلى انتشار البطالة خصوصاً بين الأفراد الذين كرَّسوا حياتهم في العمل في قطاع واحد، مثل: صناعة الفحم.
 عدم الجدية في الالتزام: التحوّل إلى صناعة سليمة بيئياً هو أمر مكلف وصعب، ممّا قد يخلق مخاطرة في عدم جدية الالتزام الذي تم التعهّد به للمجتمع، فالنتائج التي يُنوى الحصول عليها بشكل إجمالي هي طويلة الأمد. 
المزيد من المتطلبات: تتحمَّل الشركات والمصانع والجهات جزءاً من المسؤولية في التأثير على سلامة البيئة، ومزيداً من الالتزامات والمتطلًّبات للعمل، مثل: الحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون (CO2)، والمعالجة الصحيحة للنفايات، وهذا بدوره سيؤثرعلى كفاءة وعمل تلك الشركات؛ بسبب كثرة المتطلبات القانونية.


ما هو وجه الاختلاف بين أهداف التنمية المستدامة والأهداف الإنمائية للألفية؟

- أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي تتضمن 169 غاية هي أهداف أوسع نطاقاً من الأهداف الإنمائية للألفية وتذهب إلى مدى أبعد منها وذلك من خلال معالجتها للأسباب الجذرية للفقر والحاجة العامة إلى التنمية التي تكون في صالح الجميع. وستغطي هذه الأهداف الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة وهي: النمو الاقتصادي والشمول الاجتماعي وحماية البيئة.
- ستغطي الأهداف العالمية الجديدة، استناداً إلى نجاح الأهداف الإنمائية للألفية وزخمها، مسائل أكبر تنطوي على طموحات لمعالجة أوجه عدم المساواة، والنمو الاقتصادي، وفرص العمل الكريم، والمدن والمستوطنات البشرية، والتصنيع، والطاقة، وتغير المناخ، وأنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة، والعدل.
- تنطبق الأهداف الجديدة على الجميع وعلى كل البلدان، في حين أن الأهداف الإنمائية للألفية كان المقصود منها هو اتخاذ إجراءات في البلدان النامية فقط.
- كانت من السمات البارزة للأهداف الإنمائية للألفية سُبل التنفيذ ــ أي حشد الموارد المالية ــ وأيضاً بناء القدرات ونقل التكنولوجيات السليمة بيئياً.
- تعترف الأهداف الجديدة بأن التصدي لتغير المناخ أمر أساسي للتنمية المستدامة والقضاء على الفقر. ويرمي الهدف 13 من تلك الأهداف إلى التشجيع على اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره.

إرسال تعليق

التعليقات

جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020