جيسون غونزاليس شاب من ولاية مينيسوتا الأمريكية لاحظ عدم وجود فرع لسلسلة الدونات الشهيرة "كرسبي كريم"، بمدينته فقرر استغلال هذا النقطة والسفر مسافة ٤٣٠ كم أسبوعياً لشراء ١٠٠ صندوق من الدونات وبيعها بمكسب مادي يساعده على سداد ديون دراسته الجامعية، لكن حصل ما لم يتوقعه !!
بداية القصة عندما عرض إعلان في الفيس بوك خلال أحد المناسبات الكبيرة في المنطقة، وسأل إذا كان هناك من يريد شراء دونات فكانت التفاعل رهيب، وهكذا تكررت زيارته لتوصيل الدونات كل أسبوع وأصبح لديه قائمة من الزبائن الدائمين والذي يدفع بعضهم ١٠٠ دولار لشراء الدونات.
عرضت أحد الصحف المحلية قصته ووصفته بـ "فتى الدونات" وبعد أسبوع وصل الخبر للشركة التي تواصلت معه لا لتشجعه أو تعرض على خصومات، بل لتخبره بقرار منعه من شراء كميات من الدونات من أي فرع من فروعها !!
قرار الشركة لم يكن مقنعاً بل كان صادماً لـ "جيسون" ولزبائنه وسرعان ما تحولت إلى قصة إخبارية في عدد من القنوات و الصحف الأمريكية مرتبطة بحملة مقاطعة للشركة و ردود على الحساب الرسمي في تويتر مما دفع الشركة لإعادة التفكير في الموضوع.
كان بإمكان جيسون أن يسمح لعواطفه أن تتحكم به، ويصاب بالإحباط ويقول عن هذه الشركة انهم ثلة من الحمقى ويشهر بهم وبشركتهم، او يلجأ إلى القانون ويقاضيهم، فهو أولاً وأخيراً، كان يدفع ثمن علب الدونات التي يشتريها، لذا لا دخل لهم بما يفعله بها بعدئذ، ولكنه بدلاً من ذلك رد بذكاء عاطفي قل نظيره، وقال في مقطع فيديو نشره على الفيس بوك: " لم يكن في نيتي أبداً أن اجعل شركة كريم كريسبي تبدو وكأنها "الشخصية الشريرة"، صحيح انه من المحزن أن أجد نفسي مضطراً لأن أتوقف عما أقوم به، لكن طالما أنهم يريدون مني أن أقوم بذلك فسأنفذ لهم رغبتهم، لأنه اذا أغلقت نافذة أمل في وجهي، فستفتح نوافذ جديدة. وسأنتظر لأرى ما ستكشف عنه الأحداث، ومن يدري؟ لعل في الأمر ما هو خير لي، لكن أياً يكن الحال عليه، فسأقبل به لأني شخص دائماً ينظر للنصف الممتلئ من الكأس. وكان هذا الرد مذهلاً من فتى يبلغ من العمر 21 عاماً.
وأصدرت شركة كرسبي بعدها بياناً تدعم فيه جيسون وتقول أن المنع كان مؤقتاً للتأكد من سلامة وصول منتجاتهم إلى الزبائن حسب حديثهم، وعرضت على الشاب له فرصة العمل معها بشكل احترافي بالإضافة إلى إهدائه ٥٠٠ صندوق من الدونات لمساعدته في هدفه وهو سداد مصاريفه الدراسية.
لقد كانت نهاية سعيدة للأحداث، ولذلك في الأوقات والاحداث التي لا تسير فيها سفنك كما تشتهي، قاوم رغبتك في التلفظ بأقوال سلبية، أو في التخلي عن الأمل، وأظهر قليلاً من الذكاء العاطفي، استمر في التركيز على ما يمكنك التحكم فيه، وأوجد طريقة لتوجيه مشاعرك إلى شيء أكثر ايجابية ، فكما علمنا "فتى الدونات" : من يدري؟ لعل في الأمر خير لنا.
وللحديث بقية عن أهمية توظيف الذكاء العاطفي في القيادة.
إرسال تعليق