هدف نبيل لابد منه لتحقيق التوازن بين مخرجات مؤسساتنا الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل، والذي يتطلب التنسيق المعمق بين مؤسساتنا الأكاديمية والبرامج التي تطرحها وفرص العمل المتوفرة في السوق. وهذا يتطلب أخذ التغذية الراجعة من سوق العمل وعكسها على البرامج والخطط التي نطرحها لهذا السوق.
فمعظم التخصصات التي تطرحها مؤسساتنا الأكاديمية متشابه فيما بينها وبعضها وحسب تقرير ديوان الخدمة المدنية لا حاجة لطرحها، كونها مشبعة أو راكدة ولا فرص عمل متوفرة فيها للخريجين لسنوات، ناهيك عن عدد الخريجين الكبير في هذه التخصصات والذين ينتظرون فرص العمل بفارغ الصبر.
لا بد من أخذ الأمور على محمل الجد والابتعاد قدر الإمكان عن إعادة طرح التخصصات المشبعة والراكدة تحت مسميات جديدة، وذلك من خلال تسمية تلك التخصصات القديمة بمسميات جديدة غالبا ما تكون جذابة، ومن ثم إعادة طرحها مع التعديل البسيط على محتواها.
نحن بحاجة ماسة لدراسة فرص العمل المطلوبة والمتوفرة والتي تنبع عن الحاجة الفعلية لسوق العمل، وذلك من خلال التشبيك مع هذا السوق وطرح التخصصات التقنية التي يحتاجها والتي تتوج بالتشغيل بعد التدريب.
نأمل من هيئة الاعتماد ومجلس التعليم العالي دراسة التخصصات الجديدة التي تتقدم بها الجامعات بعناية وعدم الموافقة على طرحها إلا إذا ارتبطت بحاجة فعلية لسوق العمل من خلال الدراسات الميدانية والمسحية التي تعمل وبشكل مهني وعملي.
إرسال تعليق