تحدثت في مقال سابق، عن أن السمة الرئيسية من سمات عصر العمل الجديد، هي العمل عن بعد، ففي السابق كان الكثير ينظر إلى العمل عن بعد على أنه ميزة إضافية، أو يحتاج إلى مهارات متخصصة، لكن الآن، أصبح هو الواقع الجديد لعالم العمل، وبدأت تتشكل اتجاهاتٍ تهم كل المرتبطين بنظام العمل، سواء أصحاب الأعمال، المدراء، أو الموظفين؛ فكيف بإمكاننا الاستعداد لمستقبل العمل عن بعد، من خلال أحدث اتجاهاته.
العمل عن بعد، يعمل على تحسين مشاركة الموظفين وإنتاجيتهم؛ فمن خلال استخدام أدوات التواصل وإدارة المشاريع المختلفة؛ يكون الموظف في كامل تركيزه على إنجاز مهامه، مما يعزز من إنتاجيته. وباختيار الموظف لمكان العمل الذي يفضله، وحصوله على المزيد من الوقت للعائلة وحياته الخاصة؛ ترتفع معنوياته، مما يؤدي إلى شعوره أكثر بالمسؤولية تجاه عمله، ويستطيع إنجاز المهام بشكل أكثر كفاءة.
الاتجاه الثاني الذي بدأ في الظهور بشكل واضح، هو أن أصحاب الأعمال والمدراء، أصبحوا أكثر ثقة في عمل موظفيهم عن بعد، حيث كان الكثير منهم، قبل جائحة كورونا، متشككين في أداء الموظفين الذين يعملون عن بعد، لكن الآن؛ بالإضافة إلى رؤيتهم بأن العمل عن بعد، يمكن أن يكون وسيلة ممتازة لسير أعمالهم، بدأوا بالتركيز على المزايا المختلفة التي يمكن الحصول عليها، من خلال العمل عن بعد، مثل؛ تقليل التكاليف، وتحسين معدل الاحتفاظ بالموظفين أصحاب المواهب، أيضاً إمكانية توظيف مواهب عالمية كان من الصعب الوصول إليها في حالة العمل من المكتب.
أيضاً؛ بدأ الاتجاه إلى العمل أكثر مع المستقلين، وعلى الرغم من صعوبة إدارة المستقلين في بعض المجالات، لكن يمكن للمديرين الذين لديهم خبرات في التعامل مع الفرق التي تعمل عن بعد، التنسيق بسهولة وإنجاز العمل مع المستقلين. وهذا يؤدي إلى وجود احتمالات كبيرة، لتعامل العديد من المنشآت، مع المستقلين في المستقبل؛ لتحقيق أهدافها.
ونظراً لأن الموظفين أظهروا جديتهم، ولعبوا دوراً حاسماً، في نجاح نموذج العمل عن بعد، في العديد من المنشآت وقت الجائحة؛ فإن العديد منهم يريدون مواصلة العمل عن بعد، حتى بعد انتهاء الجائحة بشكل كامل، مما يجعل العمل عن بعد، جزء لا يتجزأ من مستقبل العمل، وهذا يدفعنا نحو الأسباب التي تجعل العمل عن بعد هو الخيار المفضل لدى العديد من الموظفين.
المزيد من التوازن بين الحياة والعمل، هو من أهم الأسباب الرئيسية التي تدفع الموظفين إلى العمل عن بعد، بالإضافة إلى التمتع بالمرونة التي تسمح بها العديد من المنشآت في وقت العمل، ومع وجود فرص أكثر للمواهب، بالعمل في أي منشأة حول العالم، تزداد دوافعهم إلى تفضيل العمل عن بعد في المستقبل.
اقرأ أيضاً:
إرسال تعليق