نقابة عمال المناجم والتعدين تناشد الملك وقف تغول ادارة البوتاس على العمال



الراصد النقابي لعمال الأردن "رنان" - حاتم قطيش

16-10-2020

ارسلت النقابة العامة للعاملين في المناجم والتعدين كتاباً الى جلالة الملك تناشده التدخل شخصياً لنصرة عمال شركة البوتاس، وقد جاء في كتاب النقابة أنها لجأت لجلالة الملك بعدما استنفدت كافة خيارات التفاهم مع ادارة الشركة منوهة أن الادارة اتخذت من زيارة الملك وولي عهده الى موقع الشركة كغطاء لممارسة المزيد من الغطرسة الادارية بكافة أنواعها على الموظفين مخالفة بشكل صريح توصيات الملك وحرصه على الطبقة العاملة بل وغرس حالة من الذعر وعدم الرضى في نفوس الموظفين.


تغول وتجاوزات بالجملة:

بحسب كتاب النقابة فإن الادارة قد دأبت على التغول على حقوق الموظفين وتمارس التجاوزات الادارية التي من شأنها تكريس التمييز بين الموظفين  من خلال الترفيعات والترقيات التي لا تتم حسب الكفاءة بل على الولاء والمحسوبيات و رفع رواتب الادارات التنفيذية لأرقام قياسية، بينما تقوم بتعيين الموظفين الجدد برواتب متدنية لا تتناسب وجهودهم وعطاءهم والاخلال بشروط العمل اللائق من خلال تحويل بيئة العمل الى بيئة طاردة للكفاءات نتيجة الظلم والقرارات التعسفية.


أما فيما يتعلق بتجاوزات الشركة الادارية فقد لفت كتاب النقابة الانتباه الى العديد من التجاوزات كالتمديد لبعض المدراء المنتهية خدماتهم من باب التنفيعات مما يعني تكبد الشركة لملايين الدنانير الاضافية سنوياً، وقد قامت الشركة باخفاء كافة رواتب الموظفين لاخفاء أي تجاوزات ادارية في الزيادات المالية لفئة المدراء، كما قامت الادارة -وخلال جائحة كورونا- بتعيين مدراء سيعود تعيينهم بعبء مالي على الشركة يقدر بملايين الدنانير سنوياً، ناهيك عن تطبيق الشركة لسياسة تخفيف الكلف على العمال واستثناء المدراء من هذه السياسة!!


ما أريكم الا ما أرى

يبدو أن ادارة الشركة اتخذت خطة اعلامية ليس لترويج انجازاتها الفعلية بل لقمع أي صوت معارض وترويج انجازات لا تتناسب بحجم التطوير  في الشركة؛ فبحسب كتاب الشركة فإن هذه الانجازات هي موجودة في الاعلام فقط ولأغراض التلميع وتسليط الضوء على شخوص الادارة، بالاضافة الى ممارسات الادارة فيما يتعلق بمعاقبة وانهاء خدمات أي موظف يكتب مضطراً مظلمته على وسائل التواصل الاجتماعي!!

وفي هذا السياق ذكر كتاب النقابة أن الشركة قامت بتوقيع عقود مع العديد من وسائل الإعلام المختلفة من أجل تلميع الانجازات وحجب الحقائق، وهذا يفسر -حسب أحد أعضاء الفرع النقابي- الى رفض العديد من المواقع الالكترونية نشر كتب النقابة والتي من ضمنها كتاب النقابة الموجه لجلالة الملك.


غياب حرية التنظيم النقابي

ولم يسلم النشطاء النقابيين بل والنقابيين المنتخبين من ممارسات الادارة القمعية بالرغم من أنهم محصنين من خلال قانون العمل الأردني، فقد ذكر كتاب النقابة أن الادارة تحارب العمل النقابي وممثلي العمال وتمنعهم من ممارسة حقهم في ممارسة نشاطهم النقابي والعمالي.

وبحسب أحد أعضاء الفرع النقابي فإن الادارة ليست متعاونة مع النقابة بالمطلق، بل وتقوم بالتضييق على النشطاء النقابيين وتتهرب من تحديد موعد للاجتماع مع النقابة بخصوص القضايا العمالية وتقوم بتأجيل المواعيد باستمرار، وكان آخر هذه الممارسات بحسب أحد أعضاء الفرع النقابي هو قيام الادارة بدفع بعض المحسوبين عليها بجمع تواقيع العمال ضد النقابة لاعتبارها أنها لا تمثل العمال، وقد استخدمت الادارة في ذلك أسلوب التهديد للعمال بحيث يتم مقايضة العامل اما التوقيع ضد النقابة أو قد تلجأ الادارة الى تطبيق اوامر الدفاع عليه وبالتالي الخصم من راتبه.


القشة التي قصمت ظهر البعير

بحسب أعضاء الفرع النقابي فإن التجاوزات والتغول التي تمارسه ادارة الشركة منذ فترة طويلة قد أدى الى حالة احتقان لدى النقابيين والعمال ولكنهم في كل مرة يقومون بضبط النفس وتغليب لغة الحوار التي ترفضها الادارة، الا ان آخر هذه التجاوزات كان التضييق على أحد النقابيين المنتخبين سابقاً والناشط في المجال العمالي والنقابي وعضو لجنة التأمين الصحي بعد التقاعد وعضو لجنة ادارة جمعية موظفي شركة البوتاس، فقد أقدمت الادارة الى تشكيل لجنة تحقيق له واتخاذ قرار سريع بانهاء خدماته، الأمر الذي اعتبرته النقابة تخطي لجميع الخطوط الحمر ويقطع الطريق أمام أي حوار بين الشركة والنقابة ، وبالرغم من ذلك فقد سلكت النقابة كافة الوسائل والطرق لثني الادارة عن هذا القرار من خلال تدخل وزارة العمل والاتحاد العام الا ان رد الادارة كان الرفض دائماً.

وقد تم تحديد موعد بين النقابة والادارة الأحد الماضي لبحث هذا الموضوع بالتحديد الا ان الادارة أبلغت النقابة في اللحظات الأخيرة الى الغاء الاجتماع واصرارها على فصل العامل وعدم نيتها التراجع عن القرار اطلاقاً؛ الأمر الذي حدى بالنقابة الى ارسال كتاب المناشدة لجلالة الملك وارسال كتاب آخر الى وزير العمل الجديد يطلبون لقاءه لشرح تفاصيل معاناة عمال البوتاس بشكل عام وقضية العامل المفصول بشكل خاص.


وزير العمل الجديد أمام أول اختبار عملي

ان المتابع لتشكيلة الحكومة الجديد ليعلم علم اليقين أن تعيين الدكتور معن قطامين وزيراً للعمل قد بعث الأمل في نفوس العمال والنقابات العمالية؛ فلطالما تحدث الوزير عن معاناة العمال وعدالة قضاياهم وتسلط أصحاب العمل عليهم.

ان الوزير الجديد في أول تغريدة له على تويتر وعد المواطنين أنه لن يخذلهم، ومن هنا يأتي التحدي الأول والكبير أمام وزير العمل الجديد، فهل يفعلها ويطبق ما تحدث به في أفلامه وينصف عمال البوتاس ؟!


النقابة تخاطب عمالها 

نشر نائب رئيس النقابة السيد محمد الحجايا منشوراً على صفحته الشخصية على الفيسبوك يخاطب به العمال ويشد من أزرهم ويؤكد أن النقابة ليسو دعاة تأزيم وهم يعلمون بالضغط الممارس على العمال وتهديدهم بأرزاقهم من أجل التوقيع على نموذج ضد النقابة واجراءاتها القانونية، وأكد الحجايا بمنشوره أن النقابة قد  اتخذت هذآ المسار لانتزاع حقوق العمال بعد أن أغلقت إدرة الشركة كافة منافذ الحوار. والتي من أهمها توفير بيئة عمل يكون معيار الافضلية فيها لصاحب العمل والالتزام والانجاز. لا للمحاسيب والأحبة والمقربين .

وأكد الحجايا أنه وزملائه في النقابة والعمال في الميدان دعاة تحقيق عدل وعدالة بين جميع موظفي الشركة. لا يُعقل ان يكون راتب مدير وامتيازاتة الأخرى تعادل راتب ٣٠ عامل هم من تقوم على أكتافهم الشركة وتتقدم. لا يُعقل أن يتم منح عدد من الأشخاص علاوات مالية ومسميات وظيفية على حساب من يعمل في الغور تحت لهيب الشمس وحرارة المصانع.لا يُعقل.ان يكون التسحيج في أي مؤسسة هو المعيار الأول لمنح أو منع الحقوق.

وطلب الحجايا من العمال تزويده باسماء كل من يضغط عليكم لكشفهم ع الملأ وكشف امتيازاتهم التي حققوها على حساب العمال، ولتقديم شكوى عليهم لأن ذلك مُخالف للدستور ومخالف لقانون العمل الذي نص بشكل واضح صريح على حق العامل بالانضمام لنقابة التي تُمثل قطاعه الذي يعمل به، مؤكداً للعمال أنهم يعملون في شركة ولهم حقوق وعليهم واجبات ولا يعملون في  مزرعة لأي حد.

تالياً صور عن كتب النقابة الموجه للملك ولوزير العمل:






إرسال تعليق

التعليقات

جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020