الراصد النقابي لعمال الأردن "رنان" - حاتم قطيش
16-1-2021
بعد بدء وصول لقاح كورونا الى العديد من البلدان ومنها الأردن وفي ظل الأنباء التي تتحدث عن احتمالية عدم مقدرة البلدان الفقيرة مثل الأردن تأمين هذا اللقاح لجميع مواطنيها برزت مسألة تحديد الأولويات التي يجب اتباعها في الفئات التي لها الأولوية في تلقي اللقاح، حيث يرى الخبراء أن وقف الجائحة يستلزم تطعيم ثلثي السكان، على ما جاء في الموقع الإلكتروني لبرنامج Tagesschau على القناة الأولى في التلفزيون الألماني ARD.
الهدف حماية الأرواح أم وقف الانتشار؟
لعل الاجابة على هذا السؤال ستحدد المسار و البروتوكول الذي يجب اتباعه في تحديد أولوية تلقي اللقاح، فبحسب سكوت غوتليب المسؤول السابق في ادارة الغذاء والدواء الأمريكية فإن ترتيب هذه الأولويات يعتمد على الهدف الذي نريد تحقيقه، فإذا كنا حريصين، مثلاً على حماية الأرواح، فإن الأجدر بنا هو التركيز على كبار السن، أما في حال كان الهدف هو خفض عدد الإصابات الجديدة المسجلة فهو البدء بتلقيح عمال القطاعات الأساسية "وتبعا لذلك، فإن الأمر يعتمد على الهدف الذي نصبو إليه".
حماية كبار السن بتطعيم العمال!!
بحسب أرقام CDC فإنه على ما يبدو أن احتمالات دخول المستشفى والحاجة إلى العناية المركزة والوفاة تزداد من أوائل الأربعينيات إلى أواخر الأربعينيات. نفس الاتجاه يلاحظ في إسبانيا حيث قفزت معدلات دخول المستشفى من 17 في المئة للأعمار من 30 إلى 39، إلى 23 في المئة لمن هم بين 40 و49 من العمر.
في الأردن وبحسب تصريحات الدكتور وائل هياجنة مسؤول ملف كورونا فإن النسبة الأكبر بعد تحليل 104 آلاف حالة، تركزت بالفئة العمرية ما بين 25-34 عاما حيث بلغت أعداد إصاباتهم 28 ألف حالة، ثم تليها الفئة العمرية 35-44 والتي بلغ عدد إصاباتهم 20 ألف حالة، ثم الفئة العمرية 15-24 عاما والتي سجلت 19 ألف إصابة، ثم تحت ال 5 أعوام سجلت 1490 حالة، وما بين 5-15 عاما سجلت 7800 حالة، أما بما يتعلق بأعلى الفئات العمرية التي سجلت إصابات نسبة إلى عددها فقد كانت الفئة العمرية أكبر من 75 سنة.
وبلغت وفيات الفئة العمرية وفقا للهياجنة ممن هم بين الـ45 و54 عاما 11.5 %، تليها نسبة من هم فوق الـ85 عاما، وقد بلغت نسبتها 8.5 % من مجموع الوفيات.
واشارت احصائيات وزارة الصحة وفق الهياجنة، الى ان الفئة العمرية بين 35 و44 عاما، سجلت 3.2 % من نسب الوفيات الكلي، بينما بلغت الوفيات 0.6 % للاعمار بين 25 و34، و0.1 % للاعمار بين 15 و24، و0.2 % للاعمار بين 5 و14 عاما من مجموع الوفيات.
وبالنظر لجميع الاحصاءات في الأردن وحول العالم من بداية جائحة كوفيد -19 فإن المرض يؤذي كبار السن أكثر من غيرهم كون الأشخاص في هذه الفئة العمرية هم الأكثر عرضة للحاجة إلى دخول المستشفى وهم أكثر من يموتون في نهاية المطاف.
أما بقية الفئات، فإن الخطر أقل حدة ولكنه موجود، مع الأخذ بعين الاعتبار قدرة الأشخاص الذي ينتمون الى فئات عمرية صغيرة نسبياً من نقل المرض الى كبار السن.
البروفيسور المتخصص في مناعة الرئة بيتر أوبينشو ، لجنة العلوم التكنولوجي في مجلس اللوردات البريطاني يقول أنه يمكن حماية مجموعة معرضة للخطر من خلال استهداف مجموعة أخرى وتطعيم أفرادها، كما يتم القيام به لمواجهة الإنفلونزا.
هل جميع العمال لهم أولوية تلقي اللقاح؟
اذا ما أدركنا أهمية وضع العمال على سلم أولويات متلقي اللقاح يبرز السؤال المستحق؛ هل يجب أن يكون جميع العمال لهم أولوية تلقي اللقاح؟
لا شك أن من يطالب بمنح العمال أولوية تلقي اللقاح قد ميز بين أنواع العمال الذين قد يكونون أكثر عرضة لخطر الاصابة من جهة أو يملكون قدرة أكبر على نقل الاصابة للفئات الأضعف في مواجهة المرض ككبار السن.
البروفيسور بيتر أوبينشو بدوره شدد على ضرورة تطعيم العاملين في الرعاية الصحية باللقاح، فهذا الأمر سيحمي كبار السن الذين هم على اتصال دائم بهؤلاء العاملين.
هل لدى الأردن بروتوكول واضح لأولويات متلقي اللقاح
ان قراراً حساساً وحرجاً ومعقداً مثل هذا القرار يجب أن لا يكون على نظام "قرارات الباراشوت"، بل يجب أن تطلق الحكومة ووزارة الصحة بالتحديد حواراً اجتماعياً مع الأطراف ذات العلاقة لتحديد قائمة أولوية متلقي اللقاح وتصنيف الفئات الأكثر عرضة للخطر وتلك الأكثر مقدرة على نقل الفايروس لتحقيق أعلى درجات العدالة الاجتماعية وليكون اللقاح ذا جدوى في حماية الأرواح وتقليل الانتشار والاسراع في مرحلة التعافي الاقتصادي ومراعاة الجانب الأخلاقي والمهني.
واذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن اللقاح يصل الى الأردن على شكل دفعات بأعداد محدودة نسبياً وسيأتي ان شاء الله الوقت الذي يحصل جميع المواطنين على نصيبهم من اللقاح وتتوقف هذه الجائحة، من هنا تبرز أهمية تحديد هدفنا الأساسي من المطعوم في الأردن في ظل الاحصاءات والأرقام المتوفرة، هل هو حماية الأرواح أم وقف الانتشار والبدء بالعمل على هذا الأساس.
إرسال تعليق