النقابات العمالية ومئوية الدولة

 

النقابات العمالية ومئوية الدولة
الراصد النقابي لعمال الأردن "رنان" - حاتم قطيش

31-1-2021

في خضم احتفالات الأردنيين في مئوية الدولة الأردنية، وبعد مرور مائة عام على تأسيس الدولة ؛ لا بد لنا من وقفات تأملية وتقويمية نقرأ الماضي ونستشرف المستقبل ونصوب الخطأ ونعزز الانجاز فالجميع شركاء في هذا المركب ولا بد أن يتحمل كل منا مسؤوليته تجاه الوطن ليبقى عزيزاً شامخاً.

ان مناسبة مرور مائة عام على تأسيس الدولة يعني بالضرورة اعادة النظر بالتشريعات والقوانين الناظمية التي تكرس معنى الدولة وترسخ المؤسسية وتقضي على الشللية والمحسوبية ونهج "الأنا" في قيادة المؤسسات الوطنية.

الملك يضع القطار على السكة

في مقابلته مع "بترا" تردد على لسانه مصطلحات عديدة منها " تعديل التشريعات" و " قانون الانتخاب" و " حياة برامجية" و "الاصلاح الاداري وتنمية الموارد البشرية" و "مشاركة الشباب".
ولعل لقاء الملك وخطابه كان يحمل الصيغة العامة لتحديات الدولة بكافة أطيافها، وكون النقابات العمالية هي أحد أهم مكونات الدولة الأردنية فوجب على قادتها وتأدية دورها في تعزيز رسوخ الدولة الأردنية في ذكرى مئويتها لتكون صخور راسية تقوي وتعزز الدولة لا معاول هدم تهدر تنخر في أساسات الدولة ومؤسساتها.

تعديل التشريعات

ان من أهم مشاكل النقابات العمالية هي التشريعات الناظمة لعملها والتي تتنافى مع المبادئ العامة التي تقوم عليها الدول من مبدأ تداول السلطة داخل هذه النقابات وضمان حرية التنظيم النقابي ، فنحن اليوم أحوج مما مضى الى اعادة النظر في هذه التشريعات من قانون عمل وأنظمة داخلية تتيح للنقابات ممارسة دورها الأساسي كممثلة للعمال وبالتالي ازالة كافة الحواجز أمام العمال من الانخراط وتأسيس النقابات العمالية ليأخذوا دورهم في تنمية الوطن.

قانون الانتخاب

لعل أبرز ما يعيق عمل النقابات العمالية هو نظام الانتخابات فيها، فلا يعقل أن يستمر القادة النقابيون في التربع على سدة قيادة هذه النقابات لعشرات السنين ولعدد لا متناهي من  الدورات النقابية؛ بل ان العديد منهم تسلم قيادة هذه النقابات وهو في ريعان شبابه ولا يزال يحتفظ في منصبه بالرغم من بلوغه سن الشيخوخة ومغادرته سوق العمل بل وتقاضيه راتب من الضمان الاجتماعي على اعتبار أنه "متقاعد"!!
ان نظام الانتخابات في النقابات العمالية يجب أن ينص صراحة وبدون مواربة الى منع كل من احيل الى التقاعد ويتقاضى راتباً تقاعدياً من الانتساب للنقابات العمالية فضلاً عن الترشح لقيادتها، وذلك ليس نكراناً لهؤلاء الأشخاص وما قدموه للحركة العمالية فلكل شخص احترامه وتقدير جهده وانزاله منزلة تليق بما قدم ولكن آن الأوان يترجل هؤلاء الفرسان لتجديد الدماء في النقابات العمالية لانطلاقة جديدة نحو المئوية الثانية.
ولا بد للعمال والنقابيين اعادة النظر أيضاً في أسلوب انتخاب النقابيين، فلا يعقل أن نبقى أسرى الشللية والعشائرية والمناطقية في اختيار قادة العمل النقابي؛ ولا بد من انتهاج الحياة البرامجية التي تعبر عن مقدرة هؤلاء النقابيين المرشحين من استشراف المستقبل وتحديد الأهداف والبرامج للارتقاء بالنقابات العمالية.

تشبيب النقابات العمالية

اذا ما حاولنا ترجمة مصطلحات "تنمية الموارد البشرية" و "الترشيق" و "مشاركة الشباب" ، فإن كل ذلك يقودنا الى ضرورة رفع شعار تشبيب النقابات العمالية واتاحة المجال للشباب لأخذ دورهم وتحمل مسؤولياتهم ؛ لذلك وجب على قادة النقابات العمالية ازالة كل الحواجز أمام هؤلاء الشباب لقيادة النقابات العمالية وضخ الدماء الجديدة وتجديد الخطاب والأدوات النقابية العمالية لتليق بدولة تحتفل بمئويتها وتنتهج المؤسسية والبرامجية في ادارتها.



اقرأ أيضاً:











إرسال تعليق

التعليقات

جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020