حاتم قطيش
18/3/2021
في ظل التسابق والتنافس المحتدم في دول العالم الفقيرة -على وجه الخصوص- لتأمين لقاحات كورونا وتحول التنافس بين الحكومات ومن يديرون ملفات كورونا الى مدى قدرة وكفاءة كل حكومة بتأمين اللقاحات لمواطنيها، وبعد العناء الكبير المبذول في تأمين هذه اللقاحات تخوض الحكومات معركة أخرى وتحدياً كبيراً في اقناع الناس في الاقبال على تلقي هذه المطاعيم والتصدي لكل الأصوات المشككة بالمطاعيم ومأمونيتها بل مشككة بوجود الفايروس من الأساس!!
ومن هنا يبرز الدور الوطني "للنخب" الوطنية والقيادات المجتمعية والنقابية في توجيه الرأي العام الى ضرورة تلقي هذا المطعوم وتحمل المسؤولية الوطنية والاخلاقية في المجال المتعلق بها؛ وبالفعل هانحن نرى المبادرات المجتمعية التي تحث الناس على الاقبال على تلقي المطعوم وتبديد المخاوف لدى الناس من تلقي هذه المطاعيم ووضعهم أمام مسؤوليتهم المجتمعية والأخلاقية.
ان نقاشاً محتدماً دار في الأوساط العالمية حول أولوية تلقي اللقاح؛ هل هي لكبار السن أم للعمال؟؟!! وخلص المختصون أن الأمر يتعلق بالهدف من المطعوم ، بحيث ان كان الهدف من المطعوم هو تقليل نسبة الوفيات فيجب أن يتم تطعيم كبار السن بالدرجة الأولى لأنهم الأكثر عرضة للوفاة من هذا الفايروس، أما ان كان الهدف هو وقف التفشي للفايروس فيجب أن يتم منح العمال -وخاصة الذين يتعاملون مع الجمهور- الأولولية في تلقي هذا المطعوم.
اقرأ أيضاً : لمن يجب أن تكون أولولية لقاح كورونا .. كبار السن أم العمال؟!
نحن اليوم وفي ظل انتشار السلالات الجديدة للفايروس واستهدافها لصغار السن والشباب وفي ظل تزايد عدد الوفيات من فئة الشباب بسبب هذه السلالات وكون أن الغالبية العظمى من العمال ينتمون الى فئة الشباب، أعتقد أن الهدف الأساسي الآن هو وقف تفشي انتشار هذا الفايروس وبالتالي يجب اقناع الشباب والعمال من تلقي المطعوم حماية لأنفسهم ولكبار السن الذين يتعاملون معهم سواءاً من عائلاتهم أو من متلقي الخدمة.
النقابات العمالية اليوم مطالبة بتحمل مسؤولياتها الوطنية والنقابية والأخلاقية ومعاونة الحكومة في زيادة عدد المقبلين على تلقي اللقاح من فئة العمال؛ من خلال اطلاق الحملات التوعوية والمبادرات التي تحث العمال على تلقي المطعوم؛ والتواصل مع أصحاب العمل لتسهيل تلقي العمال لهذه المطاعيم وتحمل أصحاب العمل أيضاً واجبهم الوطني بهذا الملف.
نرى في بلدان عربية مجاورة مثل لبنان أن النقابات العمالية هناك أدركت مدى الخطورة التي يتعرض لها العمال وأدركت الدور الوطني المناط بها حتى وصل بأحد هذه النقابات التلويح باضراب ان لم يتم تأمين المطاعيم لعمالها، ونحن في الأردن من فضل الله أصبح عدد المطاعيم المتوفرة لا بأس به والتحدي الأكبر الآن هو في زيادة اقبال الناس على تلقي هذه المطاعيم، وهذا يتطلب تغيير مفهوم المواقف الوطنية لدى البعض بحيث لا يتم اختصارها باصدار البيانات التأييدية والثناء على قرارات الحكومة في كل محفل بل يجب أخذ زمام المبادرة وتوظيف امكانات النقابات لمكافحة انتشار هذا الوباء.
إرسال تعليق