الراصد النقابي لعمال الأردن "رنان" - حاتم قطيش
1-3-2021
الأول من أيار مرتبط في أذهان الأردنيين بحدث مهم وكبير وهو ذكرى " تعريب الجيش العربي "، ولن أخوض في تفاصيل الحادثة التي يحفظها جميع الأردنيين عن ظهر قلب، ولكني سأحاول استلهام الدروس والعبر وعكسها على الواقع النقابي العمالي.
أبرز النقاط المضيئة في حادثة تعريب الجيش العربي أن روح الشباب لدى الملك الراحل "الشاب" الحسين بن طلال ورغبته أن تكون قيادة الجيش العربي آتية من رحم الجيش والعروبة ومتوقدة بدم الشباب الوطني الحريص على بلده وجيشه.
قد يقول أحدهم أن الجنرال كلوب -من الناحية التقنية- يفوق جميع هؤلاء الضباط خبرة وأن الضباط الأردنيين قد تنقصهم الخبرة وقد يكونوا ليسوا جاهزين بعد لقيادة الجيش، وأقول أن العزيمة والاصرار وروح الشباب والرغبة الجامحة أن تكون قيادة الجيش عربية العروق تأتي من رحم الوطن لتقود جيش الوطن، كل ذلك كفيل بالتغلب على التحديات التي جعلت البعض قد يتردد في اتخاذ هذه الخطوة الجريئة.
في نقاباتنا العمالية وان كان من يقود النقابات العمالية اليوم هم أبناء وطن أقحاح لا يحق لأحد أن يشكك في وطنيتهم أو أن يطعن بانتماءهم، بل ان بعضهم له تاريخ ناصع في خدمة الوطن والعمال وقدم الكثير في هذا المجال، ولكن الحقيقة أن اغلبيتهم اليوم أصبح لا ينتمي لطبقة العمال ولا يعبر عن واقعهم ولا يعيش ظروفهم وبالتالي فقد آن الأوان أن يترجل هؤلاء القادة ويفسحوا المجال للدماء الشابة لتتحمل مسؤوليتها في قيادة النقابات العمالية.
قد يظن بعض هؤلاء القادة النقابيون أن بقاءه في قيادة النقابات العمالية هو حرص زائد على هذه النقابات وخوف من أن يتقلد القيادة فيها من تنقصه الخبرة والمعرفة، فهو يتشبث بكرسيه -من وجهة نظره- حرصاً على مصالح العمال ولكن الواقع بخلاف ذلك تماماً فالشباب الأردني كما أثبت كفاءته في تجاوز التحديات عندما استلم قيادة الجيش الذي هو أساس الدولة؛ لهو قادر على ادارة النقابات العمالية والبناء على ما قد بناه السابقون.
ان مطلب " تشبيب النقابات العمالية " أصبح اليوم مطلباً ملحاً أكثر من أي وقت مضى، فكثرة التحديات والانتهاكات العمالية وتسارعها ليتطلب استبدال الأدوات النقابية التقليدية في التعامل معها ويستلزم دماءاً شابة لديها القدرة على احتراف الأدوات التكنولوجية الحديثة ، كما أن التطور المتسارع في أشكال العمل الحديثة التي تعتمد في أغلبيتها على التطور التكنولوجي ليتطلب أن تعيد النقابات العمالية تموضعها وتحدّث أنظمتها الداخلية وأدواتها النقابية لتحافظ على دورها المؤثر لضمان حقوق العمال في أشكال العمل الجديدة والا وكما سيتم الغاء العديد من أشكال العمل فإن النقابات العمالية ان لم تتدارك نفسها سيتم الغاء دورها واختفاءه مع أشكال العمل التي ستختفي في المستقبل القريب.
ان المأمول من القيادات النقابية العمالية الحالية أن تتخذ قراراً وطنياً يعبر عن انتماءهم للوطن وحرصهم على العمال وايمانهم بقدرة الشباب بالترجل الطوعي عن صهوة هذه النقابات واتاحة المجال للشباب بل ودعمهم وتشجيعهم وتمهيد الطريق لهم ووضع كل الخبرات تحت تصرفهم، فالعلاقة بين الأجيال النقابية يجب أن تكون تكاملة تعاونية يبني الشباب على انجاز السابقين ويطور عليها ولا يجب أن تكون بحال علاقة تنافسية تناحرية يهدم كل جيل ما بناه الآخرون ليبدأ البناء من جديد!!
أما الشباب العمالي النقابي فلا يجب أن يبقى مكتوف الأيدي ينتظر هذه " اللحظة التاريخية " والتي قد لا تأتي اطلاقاً، بل يجب عليه أن يعيد ترتيب صفوفه والسعي الجاد لأخذ مكانه الطبيعي في قيادة النقابات العمالية وبث الروح الشابة وتدفق الدماء النضالية في عروق النقابات العمالية من جديد، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً.
إرسال تعليق