في 14 تشرين ثاني من عام 2016 أطلق رئيس الحكومة الأسبق هاني الملقي، برنامج التشغيل الذاتي الجماعي الذي خصصت الحكومة له 25 مليون دينار بهدف ايجاد فرص للشباب الاردني، والذي كان يشرف عليه وزير العمل آنذاك، علي الغزاوي.
استمر المشروع القائم على منح الشباب قروض بفائدة قليلة وشروط بسيطة، لبداية عام 2017 حتى أصبح بعض الشباب متعثرون ماليًا، وملاحقين قضائيًا، وانتهى الأمر بمحاولة صندوق التنمية والتشغيل تحصيل المبالغ المالية من الشباب، وكان هناك تسويات مالية بالملايين مع الشباب المقترض في عام 2020، وهناك قضايا عالقة لليوم.
في شباط من عام 2018، ومع التعديل الوزاري الأخير على حكومة الملقي، انتقل الغزاوي وزيرًا للمياه والري، وعُيّن سمير مراد وزيرًا للعمل، الذي استمر بمنصبه، بعد إسقاط حكومة الملقي وتعيين عمر الرزاز رئيسًا للحكومة،
في آذار من عام 2019 وعد الرزاز، بتوفير 60 ألف فرصة عمل خلال عامي 2019 و2020، وبعدها بأيام قليلة صرح وزير العمل مراد "أنه غير راض عن نتائج برنامج "التشغيل الذاتي الجماعي وأن الوزارة قد لا تعيد العمل بهذا البرنامج"، وفعلًا انتهى البرنامج.
قبلها في شهرين، أي في شهر كانون ثاني من 2019 أطلق الرزاز برنامج خدمة وطن، الذي أشرف عليه الوزير مراد، الهادف لتأهيل نحو 20 ألف شاب وفتاة لرفد الاقتصاد الوطني.
في أيار من نفس العام، أجرى الرزاز تعديلًا حكوميًا، خرج به مراد وعُيّن نضال البطاينة وزيرًا للعمل، حينها كان البرنامج مستمرًا بتدريب الشباب، واستمرت المرحلة الأولى من البرنامج من آذار 2019، ولغاية تموز، وبلغ عدد المشاركين فيه 2526 شابا وفتاة، ورصدت الحكومة مبلغ 12 مليون دينار لدعم مخصصات تدريب وتشغيل الدفعتين الثانية والثالثة.
وفي كانون ثاني من عام 2020، أطلق الرزاز، الدفعة الثانية من البرنامج، قائلًا:"برنامج خدمة وطن في مضمونه ومراحله الأولى يتابعه جلالة الملك باستمرار".
ومع انتهاء المرحلتين الأولى والثانية من برنامج "خدمة وطن"، لم يحصل أي شاب/فتاة من الذين خضعوا للتدريب على أية وظيفة بالقطاع الخاص أو الحكومي، ومع دخول #كورونا المملكة، توقفت الأخبار حول البرنامج ولغاية اليوم، حتى أن موقع البرنامج لا يزال ينشر كلمة وزير العمل الأسبق البطاينة، ولا أخبار جديدة عليه.
ويوم 9 أيلول العام الماضي، أطّل الرزاز معلنًا عودة برنامج خدمة العلم بحلّة جديدة تتضمّن مرحلة تدريب عسكري، ولم نسمع تفاصيل أكثر حول البرنامج.
ومع رحيل حكومة الرزاز وقدوم رئيس الحكومة، بشر الخصاونة، في تشرين أول عام 2020، عُيّن معن قطامين وزيرًا للعمل، الذي أطلق في كانون ثاني من العام الحالي، برنامج توكيد بهدف توفير فرص عمل لـ 4 آلاف شاب/ة، من خلال تدريب الراغبين بالعمل كمراقبي صحة عامة.
نفذت وزارة العمل بالشراكة مع مراكز التدريب المهني، تدريبات لعدد من الشباب، إلا أن التدريبات توقفت، في آذار الماضي، دون مبرر إضافة لعدم تعيين أحد في مركز خاص، مع تقديم قطامين إستقالته من الحكومة،
وفي 29 من الشهر ذاته عُيّن يوسف الشمالي وزيرًا للعمل، أمس، 1 حزيران أعلنت وزارة العمل تعديل آلية برنامج توكيد، حيث أن لا تعيين من الشباب الذي خضعوا للتدريب وأنما يجب على المنشآت الالتزام بتسمية موظف من موظفيها بوصفه ضابط وقاية صحية.
يعني "إلغاء البرنامج" بصورة أوضح،
بالمحصلة، كل مشاريع التدريب والتشغيل الحكومية خلال آخر 5 سنوات لم تنجح بل لم تكتمل أصلًا! وهذا بنظري أهم أسباب ارتفاع معدلات البطالة بين شباب المملكة مع بلوغها 50%، ومع ذلك تستمر الحكومات بالكذب علينا ونحن نشاهد.
إرسال تعليق