الراصد النقابي لعمال الأردن "رنان" - حاتم قطيش
6/6/2021
لا تزال أوامر الدفاع الصادرة بموجب قانون الدفاع بعموميتها تارة وغموضها تارة أخرى وتعددها بشكل يخلق حالة من الارباك ويفتح الباب على مصراعيه للاجتهادات ويوفر بيئة خصبة لدى بعض أصحاب العمل لممارسة تغولهم وتعديهم على الحقوق الأساسية للعمال والمس بالحريات واستغلالها للتضييق على العمال مما يحول بيئة العمل الى بيئة غير آمنة ولا تحقق الأمان الوظيفي وتتحول العلاقة بين صاحب العمل والعمال من علاقة تشاركية الى علاقة عبودية.
بصدور أمر الدفاع رقم 30 لعام 2021 المتعلق بالسماح للمنشآت بالعودة الى العمل برزت حالة من الجدل حول حق صاحب العمل اجبار العمال على تلقي اللقاح، ومدى تمتع العامل بحرية اختيار تلقيه اللقاح من عدمه.
شركة مناجم الفوسفات الأردنية أصدرت تعميماً استناداً لأوامر الدفاع تمنع بموجبه العاملين غير المتلقين لمطعوم كورونا أو غير مسجلين على منصة تلقي المطاعيم من الدخول لأي موقع من مواقع الشركة أو مرافقها، واعتبرت الشركة أي عامل لم يتلق الجرعة الأولى قبل تاريخ 7/6/2021 أو لم يسجل على المنصة بأنه متغيب عن العمل وستطبق عليه اجراءات التغيب عن العمل.
رئيس النقابة العامة للعاملين في المناجم والتعدين خالد الفناطسة ولدى سؤاله عن موقفه من تعميم الشركة أجاب بأنه ليس مع القرار، أما مازن المعايطة رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن فقد اعتبر معاملة الشركة للعمال غير المتلقين للمطعوم أو مسجلين على المنصة معاملة العامل المتغيب عن العمل بأنه مخالف للانظمه والقوانين لان اوامر الدفاع لا تتضمن مثل هكذا نصوص.
الأمين العام الأسبق لوزارة العمل ورئيس بيت العمال المحامي حمادة أبو نجمة أكد أنه لا يوجد في القانون ولا في أوامر الدفاع ما يجيز اتخاذ هذا الإجراء منوهاً أن حظر الدخول لمواقع العمل لغير الحاصلين على المطعوم محصور في قطاعات محددة ليس من بينها هذا القطاع( المناجم والتعدين ).
من جانب آخر فقد تناقل العمال عبر وسائل التواصل الاجتماعي انذاراً عدلياً قدمه أحد المحامين ينذر فيه كل من رئيس الوزراء ووزير الصحة ووزير التربية والتعليم وشركة الفوسفات من فرض اللقاح أو اصدار أي قرار بفرض اللقاح على المواطنين وبخلاف ذلك فإنه يحملهم المسؤولية الجزائية والمدنية عن أي ضرر ينتج عن اللقاح.
على صعيد آخر يدرك بعض من أصحاب العمل أن أسلوب الترهيب والتهديد بالفصل وفقدان الوظيفة أو ايقاف بعض الامتيازات لن يحفز العمال على تلقي اللقاح وانما يزيد حالة التوتر ويؤثر على الانتاجية ، ففي الولايات المتحدة مثلاً تمنح متاجر التجزئة Lidl موظفيها 200 دولار، بينما تقدم Aldi و Dollar General و Trader Joe's ساعات إضافية من الأجر، بينما تقدم شركة Instacart للبقالة عبر الإنترنت علاوة على الراتب بـ 25 دولاراً للعمال.
لا شك أن مسؤولية الحكومة وأصحاب العمل بدلاً من البحث عن عقوبات لرافضي تلقي اللقاح بل يجب أن تتركز على توفير اللقاحات ونشر الوعي الكافي وابتكار الأساليب والوسائل والحوافز التي تشجع العمال على تلقي اللقاح لضمان عودة عمل المنشآت.
اقرأ أيضاً:
إرسال تعليق