لكل شخص الحق في العمل، وفي اختيار عمله، وفي الحماية من البطالة، ولكل شخص الحق في أجر يضمن له ولأسرته حياة كريمة، ولكل شخص حق الانتماء النقابي – المادة 23 من إعلان حقوق الإنسان.
بدأ طلابنا التقديم للجامعات والمعاهد، وبعضهم اختار أو أُجبر على الدخول إلى سوق العمل مبكرًا.
يحدو طلابنا الأمل والتطلع لمستقبل مشرق، ولكن واقع الحال يقول بأننا في طريق صعب وعِر، فالأتمتة (العمل الذاتي الآلي بالاعتماد على التكنولوجيا دون تدخل بشري)، والذكاء الاصطناعي والحوسبة والشركات العابرة للقارات التي تسيطر على الاقتصاد العالمي، ستؤثر سلبًا على سوق العمل، وسترتفع نسب البطالة العالية أصلًا على نطاق لم تختبره البشرية قبلًا.
يتوقع الخبراء أن الأتمتة وحدها قد تُعطِّل ما بين ثمانمائة مليون وملياري وظيفة في السنوات العشر المقبلة، لذلك على أبنائنا وبناتنا التفكير مليًّا وإجراء الأبحاث قبل اختيار المساق الذي سيدرسونه، كما أن هنالك واجبًا على المؤسسات التعليمية والإعلامية والخبراء والآباء، وهو مساعدة أبنائنا في اختيار المساقات التي سيدرسونها.
فعلى سبيل المثال، من الوظائف المهدَّدة: قيادة السيارات والطائرات وسائقو التوصيل.. فقد بدأت بعض مدن العالم بالسماح لسيارات ذاتية القيادة، وتوصيل الطرود باستخدام طائرات بدون طيار، وكذلك وظائف عديدة في البنوك، ومحاسبة الضرائب والمسوقون عبر الهاتف، وأمناء الصندوق «الكاشيير في المحلات»، ووكلاء السياحة والسفر والمساعدون القانونيون والكُتَّاب ومؤلفو الأغاني وأمناء المكاتب والناشرون والطابعون والمدرسون - باستثناء المراحل الابتدائية - ومراسلو الصحف والصيادون والخياطون والحكام الرياضيون ومصممو المجوهرات.. والقائمة تطول.
ويقول الخبراء بأننا قد دخلنا فترة انتقالية ستؤدي إلى اختلال كبير في سوق العمل، ستفضي إلى ظهور صناعات جديدة، وبشكل عام فوظائف المستقبل تحتاج إلى تعليم متخصص دقيق.
ويتوقع الخبراء أنه سيستمر الطلب أو يزيد على وظائف وتخصصات مثل المهندسين الصناعيين، ومهندسي الكهرباء، وأعمال التمديدات الكهربائية والسباكة، والمبرمجين، وكل ما له علاقة بالحاسوب والشبكات، والممرضين، وبعض الاختصاصات الطبية - على رأسها الأطباء البيطريون والنفسيون والعلاج الطبيعي - والمحامون، والتنمية البشرية، وبعض مندوبي المبيعات، ومدراء التسويق، والمدراء الماليين.
وبرأيي فإن أهم الدراسات تلك التي تنصب في مواضيع البيئة والمياه، فأهم تحديين يواجهان البشرية في العقود القادمة هما التغير المناخي، وشُح المياه.
أعتقد أننا على موعد مع تحدٍّ كبير، فالبطالة قد تهدد الأمن المجتمعي وقد تؤدي إلى اضطرابات كبيرة، لذلك يجب أن يكون موضوع الحد من البطالة هو أولوية الأوليات، فمثلًا يجب على الحكومة إعطاء تسهيلات كبيرة وتخفيضات على الضرائب وربطها بعدد الموظفين في أي منشأة، وفرض ضرائب مرتفعة على الشركات التي تدخل الأتمتة والشركات العابرة للقارات، وحماية الصناعات المحلية ودعمها، وفرض رسوم مرتفعة على الواردات.
كان الله في عون أبنائنا وهم يخوضون غمار الحياة.
(الدستور)
إرسال تعليق