الراصد النقابي لعمال الأردن "رنان" - حاتم قطيش
28/9/2021
التكوين النقابي هو تكوين جماعي تنظمه أنظمة داخلية يضعها ويوافق عليها مجموع العمال بكافة اطيافهم وتوجهاتهم، والنضال التشريعي لهذه النقابات يرتكز على تعديل وتطوير قوانين ( العمل والضمان ) والتي توصف بأنها قوانين اجتماعية تنعكس موادها على مجموعات كالنقابات العمالية، فالحالة الطبيعية التي يستحق أي تكوين بموجبه لقب نقابات عمالية هو انتهاجه العمل الجماعي وخضوعه للقانون وتنظيم عمله بأنظمة عصرية توافقية تراعي مصلحة النقابات كتكوين جماعي وان تعارضت مع مصالح الأفراد؛ بذلك فقط يمكن لهذه النقابات أن تكون نقابات مستدامة فاعلة ومؤثرة.
ان جنوح فئة معينة من القائمين على النقابات العمالية عن جادة الصواب وحرف هذه النقابات عن أهدافها والمبررات التي وُجدت من أجلها فيه ظلم بل قل بغي بحق النقابات كتكوين وبحق العمال كمكون رئيسي لهذه النقابات، فأي شكل من أشكال تقديم الأفراد على جموع العمال هو شكل من أشكال البغي وأي سوء ادارة في القرارات أو الأموال في النقابات هو شكل من أشكال البغي كذلك.
اذا ما رجعت لمعاني كلمة "بغي" في اللغة العربية ستجد أن من معانيها العميقة هو"الخروج على القانون"!!! ، ومن هنا فإن أي تقصير مقصود من قبل القيادات النقابية في أداء الأمانة بتعديل القوانين التي تحكم العمال هو ضرب من ضروب البغي؛ وان العبث بالأنظمة الداخلية للنقابات بشكل يفرغها من مضمونها ويضعف من أدائها ويسلبها سمة التوافق من خلال تفرد فئة قليلة بتعديل هذه الأنظمة بما يمهد لهم الطريق للبقاء في قيادة هذه النقابات ويضع العراقيل والحواجز أمام غيرهم للوصول اليها واستخدام أسلوب " ما أريكم الا ما أرى" والاستهتار واحتقار الحوار الاجتماعي لهو ضرب من ضروب البغي أيضاً!!!
اذا لم يكن التآمر على العمال والكولسة من أجل فصل من يقف أمام مؤامراتهم، والسعي لشراء ذمم من عُرف ثمنهم بعضوية لجان ودورات وسفرات؛ واستخدام هذه الدورات والورشات والسفرات وأموال العمال كغنائم يتم توزيعها على الأقارب والأصدقاء والأحباب ، أقول اذا لم يكن هذا بغي فماذا يكون البغي إذن!!
ان لم تنهض الهيئات العامة وتستفق من سباتها وتنقذ نقاباتها وتحاول انعاشها من جديد وانتشالها من حالة الموت السريري الذي تعيشه؛ فحتماً سيأتي اليوم الذي يندم فيه الجميع على التفريط بالنقابات العمالية .. لتقتلها الفئة الباغية.
إرسال تعليق