الراصد النقابي لعمال الأردن "رنان" - حاتم قطيش
21/11/2021
اصرار عجيب وتنوع في ميادين النضال والتفاف حول اللجنة النقابية بالرغم من المضايقات والتهديدات وايقاف الرواتب .. هكذا سطرعمال لافارج -ولا يزالون- ملحمتهم البطولية ليضربوا مثالاً يحتذى في الدفاع عن الحقوق وادارة النزاعات العمالية.
قبل 56 يوماً اختارت اللجنة النقابية في شركة لافارج ومن ورائهم جميع العمال الدخول في اضراب مفتوح عن العمل حتى تحقيق مطالبهم المحقة والدفاع عن مكتسباتهم فافترشوا الأرض والتحفوا السماء خارج أبنية المصانع والمكاتب الدافئة فوقفوا على أعتابها مصرين على أن لا يبرحوا أماكنهم الا بتحقيق مبتغاهم.
الاضراب نضال وليس نزهة
لا شك أن اتخاذ قرار الشروع في الاضراب المفتوح ليس بالأمر الهين فاللجنة النقابية والعمال يدركون المخاطر التي تلاحق هكذا قرار ويعون التضحيات التي يمكن أن يقدموها في سبيل انجاح الاضراب، فهو أشبه ما يكون بلعبة عض الأصابع فالعمال يضغطون على صاحب العمل بالتوقف عن العمل وبالمقابل تحاول ادارة الشركة ثني هؤلاء العمال باستخدام أساليب متنوعة بدأت بدعوة العمال بانهاء الاضراب ثم التهديد باتخاذ اجراءات قانونية في حق المضربين وانتهاءاً بايقاف رواتب جميع العمال!!
يعتقد بعض أصحاب العمل أن سلاح المال يمتلك دائماً الحلول السحرية وقادر على فرض سياسة الأمر الواقع وممارسة الضغط على المادي والنفسي على هؤلاء العمال وزملائهم فطال ايقاف الرواتب حتى عن أولئك المجازين اجازات مرضية!! ظناً من الإدارة أنهم بذلك يحرضون العمال ضد بعضهم ويضعفون تضامنهم ومؤازرتهم لبعضهم البعض، ولكن هذه النظرية اصطدمت وتحطمت عند جدار الارادة الصلبة التي يمتلكها عمال لافارج فبالرغم من ثقل الثمن الا ان التضامن فيما بينهم وايمانهم الراسخ بقضيتهم يحيي فيهم الأمل ويقوي العزيمة ويشحذ الهمم.
نضال آخر في ميدان القضاء
على صعيد آخر وبينما يناضل العمال في ميدان الاضراب المفتوح عن العمل، هناك معركة أخرى تدور في ميدان القضاء حيث أصدرت محكمة السلط الابتدائية الموقرة / قاضي الإعسار، نهاد الحسبان قرارا بوقف إجراءات إعسار شركة مصانع الإسمنت الأردنية، لحين صدور قرار قضائي نهائي في طلب إشهار الإعسار.
قرار المحكمة لم يرضي شركة مصانع الاسمنت الاردنية واعترضت عليه؛ الا أن المحكمة قررت رد اعتراض الشركة وقررت وقف اجراءات الاعسار لحين البت بقرار اشهار الاعسار من قبل محكمة التمييز الذي من المقرر أن يصدر في الأيام القليلة القادمة.
الاضراب أقوى أسلحة التفاوض
لا شك أن التفاوض يعتبر معركة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وعلى كل طرف تحضير أسلحته التي تدعم موقفه، ويبدو أن اللجنة النقابية والعمال قد تعلموا الدرس جيداً من الاخفاقات العديدة للنقابيين عندما قرروا وقف الاضراب للدخول في التفاوض.
اللجنة النقابية تدير باقتدار معركة تفاوضية حامية الوطيس ولكنهم وعمالهم باقون راسخون في ميدان النضال النقابي الحقيقي المتمثل بالاضراب فالسعيد من اتعظ بغيره وتدارك الأخطاء، لا بل ان عمال لافارج يبدو أنهم قد تعلموا من تجاربهم هم أنفسهم حينما قرروا انهاء اضرابهم المفتوح الذي نفذوه قبل عدة أشهر والذي استمر نحو 22 يوماً مقابل وعود من ادارة الشركة ليتبين لاحقاً أنها كانت مجرد وعود تهدف الى ايقاف الاضراب وتفتيت الموقف النقابي والعمالي.
المعركة الإعلامية حاضرة أيضاً
بالرغم من شح الإمكانات وبالرغم من كون العديد من وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية لا تهتم كثيراً بالقضايا النقابية والعمالية؛ الا ان عمال لافارج صنعوا من أنفسهم آلة اعلامية شارك فيها الجميع واستثمروا وسائل التواصل الاجتماعي لتمرير رسائلهم وتذكير الجميع بقضيتهم وابراز صلابتهم وتضامنهم والتفافهم حول نقابتهم، والملفت أن هذا الميدان لم تدخله اللجنة النقابية لوحدها ولكن العمال من خارج اللجنة يتحملون العبء الأكبر ولا ينئون بأنفسهم بل يبذلون قصارى جهدهم وامكاناتهم ويسخرون علاقاتهم لايصال صوتهم، مشكلين بذلك لفتة تضامنية تجبر كل من يتعامل مع هؤلاء الصناديد ان يقف لهم وقفة احترام واجلال.
اقرأ أيضاً:
عمال مصنع اسمنت الرشادية لافارج يضربون عن العمل اعتباراً من منتصف الليلة القادمة
ادارة لافارج تخصم من رواتب العمال المضربين والعمال يلجؤون للملك
إرسال تعليق