4/11/2021
مهنة العاملات في مصانع الألبسة هي مهنة شاقة بكل معايير حيث يترك معظمهن العمل في سن 40-50 سنة لأاسباب مختلفة في مقدمتها تسريحهن من العمل واستبدالهن بعاملات أصغر سنا.
كنت مسؤولا مع مجموعة من الزملاء أثناء عملي في الضمان الاجتماعي عن وضع جدول للمهن الخطرة ( وهي على الأصح المهن الشاقة) التي تجبر العاملين في هذه المهن على التقاعد في سن مبكرة، حيث يسمح الضمان لهم بالتقاعد على سن 45 سنة مقابل أن يدفع صاحب العمل 1% من أجورهم زيادة على مايدفعه في المهن الأخرى.
وضعنا مهنة عاملات الخياطة في مصانع الألبسة ضمن هذا الجدول ، استنادا للمعايير العلمية التي استطعنا الحصول عليها من مؤسسات الضمان وخبراء العمل الدولية.
وقامت الدنيا علينا ولم نقعد وتحديدا من أصحاب المصانع الأجانب الذين هددوا بنقل مصانعهم لمصر ، إذا تم رفع اشتراكات عمالهم بنسبة 1%. والمصيبة أن رئيس نقابة الغزل والنسيج والكثير من أعضاء مجلس إدارة الضمان وغيرهم قد أيدوا موقف أصحاب مصانع النسيج.
وسقطت بالتالي مهنة العاملات بالخياطة من جدول المهن الخطرة ( الأصح الشاقة). وحرمت العاملات من الحق بالحصول على راتب تقاعد على سن 45 سنة.
كان من الطبيعي أن تكتفي العاملات بتعويض دفعة واحدة لأنهن لا يستطعن الانتظار لبلوغ سن 55 سنة للحصول علىراتب في ضوء أن بعضهن سيضطر لدفع مبالغ لا يقدرن على دفعها لاستحقاق الراتب راتب التقاعد.
تشكل قيمة الدفعة الواحد أقل من ثلث القيمة الحالية لما دفع عنهم ، وأقل أيضا من تعويض نهاية الخدمة فيما لو لم يشتركن بالضمان.
يربح الضمان كثيرا جدا من اشتراك عاملات الخياطة بهذه الطريقة ( اشتراكات مقابل تعويض دون راتب تقاعدي) . وبذلك يستطيع الضمان تمويل الرواتب المرتفعة جدا لبعض مشتركي الضمان.
نستنتج أن العاملات في الخياطة لسن ضحية أصحاب العمل الأجانب فقط ، فالجريمة قد شاركت فيها مؤسسة الضمان وممثلي النقابات العمالية وممثلي أصحاب العمل وممثلي الحكومة في مجلس إدارتها.
إرسال تعليق