10/12/2021
هل أسمح لزوجتي او ابنتي بالعمل الشريف في بيئة آمنة
أم أمنعها مطلقاً فأنا قوّام عليها أو ولي أمرها و يحق لي ذلك و هذا أسلم لها و لعائلتها ؟!
الأصل أولاً أن المرأة انسان ، أكرمها الله و كلّفها و حمّلها أمانة حرية الاختيار
و الأصل أيضاً أن الناس عموما سواءً كانوا نساء أو رجال يختلفون في قدراتهم و مهاراتهم التي اكتسبوها عبر تعليم او تدريب و بالتالي يختلف التكليف بناء على ما منحهم الله أو اكرمهم به من هذه القدرات و المهارات ..
و الأصل أيضا أن قوامة الرجل على المرأة أمانة و مسؤولية و موافقته على خروجها للعمل شرط لصحته، و ولاية الرجل على المرأة ابنة أو أختاً او غير ذلك أمانة و مسؤولية أكرمت بها الشريعة المرأة حفظاً و صوناً لها ...
أما في العمل أو الشارع أو خارج البيت و مع عامة الرجال فالأصل أن "النساء شقائق الرجال"
إذن السؤال أعلاه تختلف الإجابة عليه بناء على ظروف حياة المرأة و قدراتها و مهاراتها ..
البعض من الشباب المسلم الملتزم يرفض عمل المرأة مطلقا و يرفض أصلاً ان يتزوج امرأة صاحبة مهنة ثم تراه هو نفسه يرفض أن تعالج امرأته إلا طبيبة مسلمة و يرفض أن تدرّس ابنته إلا معلمة مسلمة ... و هكذا ..و يرى أن ذلك مما افترضته الشريعة ..أيضا !
اذن .. هل يفترض بتلك الطبيبة أو المعلمة المسلمة أن تكون قد قصرت او أخطأت ؟! او هل يفترض بالمرأة المتعلمة العاملة ألا تتزوج اصلا ؟ !!
هذا ظلم للمرأة العاملة المتعلمة ...
من البديهي القول أن المرأة تمر بأطوار في حياتها تكون مهمتها الاولى فيها هي الانجاب و رعاية الصغار و خلال هذه الفترة يكون الجمع بين مهمتها العظيمة هذه و العمل خارج البيت عبئاًثقيلا جدا على المرأة و لكن هذه الفترة الزمنية لا تتعدى ربع او ثلث حياة المرأة عموماً الا في حالات قليلة في زمننا اليوم ..
بالمقابل اليوم تقنيات التواصل الحديثة أتاحت لها بعض الأعمال خارج بيتها دون أن تضطر للخروج الفيزيائي منه ..
، أيضا اليوم هناك الكثير من الأدوات و الآلات التي سهلت عمل المرأة داخل وخارج بيتها بالتالي اتاحت لها فائضاً كبيرا من الوقت ينبغي أن تشغله المرأة بما ينفع حقاً ، لا ان تشغله بأعمال ثانوية في البيت أو تجاه الاولاد و الزوج يمكن الاستغناء عنها ببساطة بينما تبقى كثير من الثغور الضرورية في الأمة بحاجة إلى من يسدها...
أخيراً ..
نعم، يحق لك منع زوجتك او ابنتك من العمل ولو كان في بيئة آمنة و لا يؤثر فعلاً على حقوقك و حقوق أسرتك ، و لكن اذا كنا كمسلمين نريد أن ننهض من جديد
و اذا كنا كمسلمين نريد لبناتنا و زوجاتنا ألا يكن فريسة سهلة لحركات النسوية المتطرفة التي تتلاعب بقلوبهن و عقولهن.
علينا أن نعيد النظر في فهمنا لمكانة المرأة و وظيفتها و حقوقها و واجباتها و أن نتجاوز بعض إرث الآباء و الأجداد الذي كان يتناسب مع زمانهم و مكانهم و أحوالهم و ندرك أن التشريع الإسلامي يتسع ليستوعب مستجدات حضارة اليوم دون أن يغرق في سلبياتها ...
و كلما أصبحنا أقرب لتحقيق هذا التوازن في الفهم و التطبيق كنا أقرب لفهم رسالتنا الحقيقة في الحياة و أقرب لنهضة أمتنا و احيائها من جديد بإذن الله ...
إرسال تعليق