متى يخرج نظام التأمين الصحي من غيابة جب الضمان الاجتماعي

متى يخرج نظام التأمين الصحي من غيابة جب الضمان الاجتماعي


الراصد النقابي لعمال الأردن "رنان" - حاتم قطيش

7/2/2022 

منذ عدة أشهر خرج علينا مدير عام الضمان يبشرنا بقرب صدور نظام تأمين صحي تعمل عيله مؤسسة الضمان الاجتماعي لتبدأ بعده حملة دعاية وإعلام لهذا النظام وليتناوب علينا مسؤولو الضمان بتصريحات هنا وهناك عن ملامح هذا النظام دون أن يتم مشاركة مسودة هذا النظام مع الخبراء والمختصين في هذا المجال، بل دون اطلاق حوار اجتماعي معمق حوله؛ إنما هي تسريبات يتم تأكيدها تارة والتراجع عنها تارة أخرى.

ان قانون الضمان الاجتماعي بشكل عام والأنظمة التي تصدر بموجبه بشكل خاص تحمل الصفة الاجتماعية؛ بمعنى أنها قوانين وأنظمة مجتمعية يتأثر بها جُل أفراد المجتمع وبالتالي فإن مثل هذه الأنظمة والقوانين لا يجوز أن يتم العمل عليها من قبل فئة قليلة محدودة - حتى وان كانت ذات اختصاص- بمعزل عن باقي الخبراء المختصين ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات؛ وإنما يجب أن تكون هذه الأنظمة هي ثمرة حوارات اجتماعية معمقة ومطولة يشارك فيها الجميع.

ما تقوم به مؤسسة الضمان الاجتماعي هي تغييب هذا النظام في غيابة جب الضمان وتكتفي بإطلاق بالونات اختبار عن طريق الإعلام ثم ترصد ردات الفعل والملاحظات التي قد يبديها بعض الخبراء لتعود وتحاور نفسها من جديد وتعدل على النظام ويمكن لها التنصل من أية بنود في النظام بسهولة كون الحديث عنه كان شفوياً ولا يزال قيد الدراسة وبالتالي فإن مواد هذا النظام هي مواد هلامية لا يمكن التعامل معها حتى تتبلور على شكل مسودة نظام.

لن أغرق في هذه السطور القليلة بالحديث عن بعض التلميحات الصادرة عن مؤسسة الضمان بخصوص النظام كوني اعتبر أن ما يجري هو استهلاك للطاقات والأذهان على دراسة تصريحات وليس مسودة، وأحاول التركيز على جوهر الاعتراض وهو اصرار الحكومة ومؤسساتها على تحييد الحوار الاجتماعي واتباع سياسة الهروب الى الأمام وسياسة الأمر الواقع لتتعامل لاحقاً مع ردات فعلهم التي أصبح لديها خبرة كبيرة في احتوائها، فبعدما كان النشطاء ومؤسسات المجتمع المدني وبعض النقابات يطالبون بإجراء حوار اجتماعي حقيقي حول مسودات القوانين والأنظمة والتشريعات بشكل عام؛ تراجع الحال اليوم ليطالب هؤلاء بالإفراج عن هذه المسودات ليتمكنوا من التعامل مع نصوص مكتوبة وليس تحليل لتصريحات شفوية هنا وهناك!!

تعودنا أن يتم تسليط الضوء على بعض المميزات في الأنظمة والقوانين قيد الدراسة مع الاشارة الى بعض السلبيات، وبعد إقرار هذه الأنظمة والقوانين نتفاجأ ان المميزات تم "قصقصتها" والسلبيات تم تعظيمها، وهذه الخديعة تتم في كل مرة ولكننا ننسى.


إرسال تعليق

التعليقات

جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020