لكل تجربته في التقاعد ومشاعر "التواقف".. وانت ترفض التقاعد او تقنع نفسك به.. لكل مرحلة زمنيه تواقفها " اعني تقاعدها " وهواجسها ومن ثم احلامها .. زمن التقاعد زمن المصالحه مع الذات ..زمن تصغير الكبائر وتكبير الصغائر ولكل منهما حساب خاص يختلف عن الحسابات قبلها …زمن التقاعد يا صديقي زمن المراجعات الكبرى التي لم يتوفر لها الوقت الكافي للتقييم واتخاذ موقف منها جاد ومسؤول .. زمن الاستعراض الهادئ للمواقف التي مررت بها او دُفعت للمرور بها دون ارادتك ولا رغبتك ولا استعدادك ، والتي لو اعيدت امامك الآن لاتخذت موقفا اخر ولو كلفك كل سنوات ما قبل التقاعد … .،واذا كان القلب والقلم لايزالان على قيود الشهيق والزفير المنتظم فعليك الاعتكاف على تدوين ما كنت تعتقد انه صح واتخذته لك نهجاً ، وما كنت تعتقد انه خطأ ولم تنتقده وتقف في وجهه وكن صريحا مع نفسك وصادقاً معها
زمن التقاعد والذي اسميته التواقف بمعنى تقاعد واقفاً هو زمن المصالحه مع نفسك والاصح زمن الحب الصافي الخالي من الاغراض والاعراض العرضيه…
هي بعض ملاحظات تجربتي التي ما زلت فيها ولا ازال في طور المصالحه المرجوه ولم انجز المطلوب بعد ..
اهم ما قيل لي عند احالتي على التقاعد هو الحمد لله على السلامه
وهذا هو الاهم لان مهنتنا كما توصف بانها مهنة الهموم والمتاعب والاعمار القصيره نسبياً…
هي تجربة مؤداها ان تقضي معظم وقتك في بيتك وترى مالم تكن تعلم عنه شيئاً وتعيد تقييم دورك في بناء الاسره وكيف ينضج الزمن وتستوي الحياة وانت على كرسيّك المخصص لك تطالع او تكتب او تتذمر او تتألم بصمت او تصرخ ولا احد يسمعك..
هي رحله مع الذات عقيمة النتائج لانك لم تعد قادراً على تعديل ما استقرّت عليه الحياة ولا تصويب ما اعتقدت انه اعوجاج حصل في غفلة منك وانت مشغول في مهنة الهموم والمتاعب
دع كل شيء يمر كما هو ..دع غيرك يعمل ما يراه لنفسه ملائما ..دع مال الله لله وما لقيصر لقيصر عندها تقضي تقاعداً مريحا .. لا الصغائر تعنيك ولا انت قادر على معالجة الكبائر ..اهتم بما اهملت ..صحتك لكي تجنب نفسك عَوَزَك للغير واذا تمكنت من هذا الامر وضمنت الموت واقفاً فهو ارقى انواع التقاعد …
دمتم بخير ….
إرسال تعليق