تفاقم الانتهاكات العمالية في ظل غياب أهل القضية

تفاقم الانتهاكات العمالية في ظل غياب أهل القضية .. حاتم قطيش


حاتم قطيش - رنان 

31/1/2023

 لا يزال منحنى الانتهاكات العمالية متجهاً للأعلى ولا تزال الحقوق العمالية وظروف العمل ومستوى الأجور والبطالة تنحدر الى الأسفل بسرعة متزايدة لا تجد ما يكبح جماحها ولا يخفف من سرعة انحدارها، قد تصادف أحياناً بعض الحجارة الصغيرة العنيدة فتسحقها لصغرها وقلة تأثيرها وتتابع مسيرها نحو القاع.

اذا ما القينا نظرة بانورامية على المشهد العمالي في الأردن نجد العمال - غالباً- غائبون عن الاشبتاك الحقيقي مع القضايا العمالية ولا أثر يذكرلقوة العمال في محاولة التغيير والدفاع عن الحقوق العمالية وايقاف نزيف الانتهاكات العمالية؛ فأغلب العمال قد استكان واستراح وأراح وبعضهم يتقمص دور من يشاهد فيلم الرسالة في ذكرى الهجرة النبوية أو مسرحية مدرسة المشاغبين ثاني أيام العيد.. مشاهدة رتيبة خالية من مظاهر الاثارة بل أصبح المشاهدون يتسابقون في سرد الحوار الذي سيدور بين الممثلين في المشهد التالي.

ان نشاط واهتمام مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات العامة والنشطاء النقابيين والحقوقيين في القضايا العمالية والنقابية لهو أمر محمود ومقدر على اعتبار أنه جهد تضامني مؤازر ومساعد للجهود العمالية ولكن من غير المقبول أن تنفرد هذه الجهات بالدفاع عن القضايا العمالية في ظل غياب شبه تام للعمال عن قضاياهم فالعمال هم أهل القضية الذين يتوجب عليهم رفع لواء الدفاع عن أنفسهم ويقع بعد ذلك على عاتق مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والنشطاء مؤازرتهم والتضامن معهم وانجاح مساعيهم.

ان تخلي النقابات العمالية عن مسؤولياتها واستبدالها النضال النقابي بالحراك المخملي من قاعات الفنادق ومن خلف شاشات المؤسسات الاعلامية الرسمية واختصار النشاط النقابي ببيانات خجولة وتصريحات عامة يمكن حملها على أكثر من محمل؛ أقول ان تخلي هذه النقابات عن دورها له دور أساس في تفشي حالة اليأس لدى العمال وعدم الايمان بجدوى النضال النقابي في ظل تشريعات عمالية ونقابية منحازة لأصحاب العمل.

ان المتابع للمطالبات العمالية يجد أن جلها عبارة عن استجداء وتوسل من الجهات الرسمية أو بعض المسؤولين بانصافهم،  أو مجرد منشورات ورسائل يتداولونها بينهم في مجموعات الواتساب والفيسبوك المغلقة والتي لا يسمعهم ولا يلتفت لوجودهم أحد .. كمن يمارس فن الغناء والخطابة في الحمام؛ يعجب بأدائه ويبني لمجده قصوراً من خيال سرعان ما تتهاوى وتختفي مع سحبه للسيفون.

آن الأوان للعمال أن يؤمنوا بأنفسهم ويدركوا القوة الكامنة التي يمتلكونها ويمارسوا نضالهم النقابي ويتقدموا الصفوف ويستعدوا للتضحية من أجل قضاياهم، وقد بات من غير المقبول أن ينشغلوا بالنواح واللطم على مواقع التواصل الاجتماعي وهم ممدين على كنباتهم؛ والا فإنهم سيبقون على الهامش لا تحس منهم من أحد ولا تسمع لهم ركزاً.




إرسال تعليق

التعليقات

جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020