بقلم حدمين أعمرفال - موريتانيا
16/10/2024
يعتبر العمل النقابي أولا بأنه عمل تطوعي واختياري نصرة للطبقة العاملة ، بشكل عام نصرة لهم ووقوفا معهم والدفاع عن مصالحهم المعنوية والمادية، وفعلا من الواجب على الجميع ضرورة المساهمة فيه بشكل أو بآخر .
ومن هذا الباب بالذات تتاح فرص الولوج لهذا النوع من العمل الشريف الذي يعتبر ركيزة ورافعة من الركائز الأساسية في الميدان النقابي، حتى يخوض أهله في أرقى مدرسة من مدارسه المتشعبة والتي تحتوي وتشمل كل المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية والسياسية أخيرا كي لا يختلط عليكم او يفهم من البعض بأن العمل النقابي سياسي بل العكس فالمنظمات النقابية الفرق بينها وبين الاحزاب هو أن الاحزاب السياسية يطمحون للحكم و للسلطة وما يشابه ذلك بينما المنظمات النقابية تطمح أن تكون الوضعية العامة للعمال بشكل عام وضعية لائقة للعيش الكريم ومريحة ومقبولة وتراقب على كل الاوضاع الإجتماعية والاقتصادية حتى تكون في المتناول، ويرضى عنها الكل .
وعندما نعود للوراء، ونتأمل قليلا نجد أن نصرة المظلوم تستدعي منا الوقوف وقفة تأهب واستعداد للمناصرة والدفاع عنهم وكما هو مأثور وفي الحديث النبوي الشريف أنصر أخاك ظالما أو مظلوماً، وانطلاقا من هذا الحديث الذي يحثنا ويدعونا لمناصرة المظلومين والدفاع عنهم و عن حماية حقوقهم المادية والمعنوية .
إذ بات معروفا بأن الطبقة العمالية العالمية هي الأكثر تعرضا للظلم والاضطهاد لذلك الدخول في العمل النقابي للدفاع عنهم وحماية لهم حتى ينالوا كل الحقوق باتت مسألة ضرورية وتستدعي منكم يا شباب الانصهار والاندماج دون قيد او شرط. وهو عمل نبيل حيث يحتوي على توفير الحماية والرعاية القانونية للعمال في شتى المجالات كذلك التدريب والتكوين ذات الصلة بالمجال ، وبطبيعة الحال فإن المركزيات النقابية اليوم تعتمد في أغلب سياساتها على أن تكون هذه المعايير السالفة جزء من برامجها واهدافها التنموية حتى تنال بذلك المصداقية الوطنية والخارجية ممثلة في الشركاء الدوليين هذا من باب الأمانة والصدق .
ويضاف إلى هذا كل ما من شأنه أن يكون مساهما حقيقيا وله دور كبير في ذلك ، إذن على ذكر ماسبق فإن:
المطالبة الضرورية لاصحاب العمل بالتقيد والالتزام بالقوانين المنظمة للشغل والمعمول بها على أوسع نطاق .
إحترام بنود ونصوص الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالمجال.
فتح المجال الخاص بالحرية النقابية وحرية حق التنظيم النقابي كما هو موضح في المادتين 87/97 من الاتفاقيات الثمانية الأساسية لمنظمة العمل الدولية.
وحسب الملاحظ عندي شخصيا وكرأي يحتمل الخطأ والعكس صحيح فإن هناك علامات واضحة وهي عزوف الشباب عن ممارسة العمل النقابي بل يعتبره درجة سفلى ولا يعد من المجالات الحياتية التي يجب ممارستها وكما قلنا سابقا في بداية المنشور فإنه عمل تطوعي واختياري بحت ومن بعد ذلك توصيل أفكار وإنجاز خدمات عمومية ضرورية لطبقة عالمية عاملة وحق لها أن تجد من يدافع ويقف إلى جنابها ، لذلك اقول لكم يا شباب دوركم في المجالات لا غنى عنه ولا سيما في هذا المجال لأنكم تشاهدون وفي كل الأحوال وانتم تمارسون العمل الخيري في المنظمات والجمعيات الخيرية والجمعوية والعمل النقابي إن لم يكن أكثرهم واشملهم لهذه المواصفات فلا يمكنه أن يكون أقل منهم ، لذلك فهو بحاجة ماسة إلى ساعدكم وإلى أفكاركم وتطلعاتكم وطموحاتكم والمركزيات النقابية تحتاجكم أكثر من أي وقت مضى فلا تترددوا ولنعتمد على أن الخير كله في الشباب والعكس صحيح ، قد يقول البعض بأن الأبواب موصدوة أمام الكادر البشري الشبابي من طرف المركزيات النقابية لكن هذا لا أعتقد بأنه على هذه الحالة ولنعتمد على الكلمة الشهيرة ولا نكتفي بالاستماع فقط هذه الكلمة هي التي تقول ليس من رأى كمن سمع بمعنى نحن كشباب نقبل وننخرط وننتسب لنرى عن قرب ونكتشف بجد وبعد ذلك نطلق الحكم .
إرسال تعليق